في ظل التراشقات الإعلامية حول قضايا جدلية تاريخية انتهت بانتهاء أصحابها والتي تشهد سجالا على صفحات التواصل الاجتماعي ، دعا القيادي الحوثي السابق والمؤسس الأول لما يسمى "الشباب المؤمن" الحوثية في اليمن، محمد عزان، الى ضرورة ترك التاريخ جانبا ووقائعه والتركيز على المستقبل، مشيرا إلى أن السابقين خاضوا في مستنقع قصص التاريخ مئات السنين والَّفوا آلاف الكتب، ولم يخرجوا بنتيجة تُرضي الجميع.
ووجه عزان في منشور على صفحته بالفيسبوك نصيحة سياسية هامة لليمنيين بالقول إن الصراعات التاريخية الدينية غير مجدية كون كل واقعة يكتبها كل طرف بحسب ما يريد.
وأضاف: "يا أهل اليمن ابْرِدوا لكم من الهِدَار في قصص التاريخ (السقيفة والجَمَل وكربلاء.. وأخواتها مما قبلها وبعدها)، واتركوا (الحسين ويزيد وعلي ومعاوية وعَمرو وعُمر وعبيد وزيد ومِسْعِد ومِسْعِدة) فقد صاروا بين يدي ربهم، وهو من يقضي فيهم بالحق".
وتابع: خذوها من مجرب قضى زهرة عمره في تتبع أخبار التاريخ وصراعات السابقين فوجد أنها مجرد قصص؛ إما يؤلفها كل حسب هواه، أو ينظر إليها من الزاوية التي يريد. وهو ما نكرره اليوم كذلك وبنفس الأسلوب".
ويُعد محمد عزان ضمن ستة قيادات دينية وفكرية بادرت بتأسيس "جماعة الشباب المؤمن" التي انبثقت عنها جماعة الحوثيين، وانشق عنها عزان لاحقاً لإدراكه محاولة زعيم الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي تدريس أفكار ضالة خارجة عن المذهب الزيدي.
وكان عزان في طليعة من عملوا على تبني وجهات نظر أكثر جرأة من داخل المذهب الزيدي، لكن محاولاتهم لخلق حالة حراك ثقافي سرعان ما اصطدمت بأجندات أشد عنفا وتطرفا تخفي وراءها طموحات سياسية وارتباطات خارجية، تزعمها المدعو حسين الحوثي الذي اختطف قسما كبيرا من الناشطين في "جماعة الشباب المؤمن" الذين تحولوا لاحقا إلى ميليشيا مسلحة تقاتل الدولة اليمنية بدءا من العام 2004.