أضحت الأساليب العدائية التي تتبناها الجماعات المسلحة نموذجا موحدا لها في مختلف البلدان التي تتواجد فيها، مهما اختلفت المسميات، هذا ما دفع مسؤولة أممية ، باتهام مليشيا الحوثي الانقلابية، بإضفاء الطابع الطالباني على مناطق سيطرتها في شمالي اليمن.
وقالت مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في صنعاء مايا أميراتونغا، “إنني أسميها (مليشيا الحوثي) طالبان في شمال اليمن وهذه مشكلة يجب الانتباه إليها حقًا”.
ويأتي هذا التصريح، من مسؤول أممي رفيع، تعليقا على القيود القمعية المفروضة على العاملات اليمنيات في مجال الإغاثة، من قبل مليشيا الحوثي في شمال اليمن. والتي تشبه نهج طالبان في أفغانستان.
وتفرض مليشيا الحوثي، على العاملات في مجال الإغاثة الإنسانية، قيود تعرقل تحركاتهن. وتمنعهن من السفر بدون ولي أمرها بموجب نظام يُعرف باسم “محرم”، عممته المليشيا مؤخرا على كافة شركات النقل.
وتقول الأمم المتحدة، إن هذه القضية عقدت جهود الإغاثة الإنسانية وسرعة الوصول لنحو 24 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة.
ونقل موقع “EUobserver” عن أميراتونجا، قولها “إنه يعيق الوصول إلى النصف من الإناث من المجتمعات – ولكنه يعيق أيضا حياة موظفاتنا”.
بصفتها السيدة الوحيدة التي ترأس وكالة تابعة للأمم المتحدة في اليمن، فإن أميراتونجا تناضل أيضًا من أجل حقوق المرأة في البلاد.
وصلت أميراتونجا إلى اليمن في مارس، بعد أن أمضت مهمتين في أفغانستان قبل استيلاء طالبان على السلطة العام الماضي.
وأضافت، فيما يتعلق بحقوق المرأة، “ما أراه الآن في اليمن هو في الواقع أسوأ مما رأيته في أفغانستان في عامي 2015 و 2016”.
وكانت منظمة العفو الدولية، قد توصلت إلى استنتاجات مماثلة في تقرير صدر عنها في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وذكرت العفو الدولية، أن المحرم لا يعتبر جزء من القانون اليمني. ولكنه بدلا من ذلك يتم فرضه من قبل الحوثيين من خلال توجيهات شفهية.
وأفادت أن تنفيذ هذه التوجيهات بدأ بشكل متزايد منذ أبريل، بالتزامن مع توسط الأمم المتحدة في هدنة هشة بين الحوثيين والحكومة.
وأوضحت المسؤولة الأممية، أن القيود تضاعف الظروف الصعبة بالفعل للملايين المحتاجين إلى المساعدة. وفي الوقت الذي تخلّى فيه المانحون الدوليون عن اليمن بشكل أو بآخر.
وتكافح وكالة الأمم المتحدة مع نقص التمويل في اليمن بالنظر إلى التركيز الدولي على أوكرانيا، ونقص التمويل من دول الخليج.
وقالت أميراتونجا، “يتم تمويلنا الآن بنصف المعدل الذي تم تمويله العام الماضي”.
وأضافت: “ما نقوله للسلطات هو أننا بحاجة إلى سلام واستقرار دائمين”.