قبل ايام قليلة من انتهاء الهدنة الأممية أكد وزير الدفاع الفريق الركن، محسن محمد الداعري، أن اليمن أكبر من أن يتعثر بذاته أو بالصغار، وأسمى من أن يقع ثانية في حبائل الكهنوت" مضيفًا: "أن القوات المسلحة تمثل حاجز الصد الأقوى والأول للتصدي للجماعات الإرهابية التي تهدد أمن اليمن والمنطقة والعالم، وبكل انتباه ويقظة ستبقى قواتنا المسلحة السياج الحامي لليمن أرضا وإنسانا، عصية على أي تسلل أو اقتحام للإرهاب، ومكافحة له حتى القضاء عليه"
جاء ذلك في افتتاحية صحيفة "26 سبتمبر"، في عددها الخاص بالمناسبة، والذي نشر اليوم، وقال فيها "إن ذلك التاريخ كان بمثابة الميلاد لشعبنا وبلادنا منه نستلهم اليوم من عظمته وأسراره ومعانيه الحية، وكذا نضالات وتضحيات رجالاته ورموزه ما يعيننا على البقاء حراساً أمناء أوفياء لكل مكتسبات الثورة والجمهورية".
وأكد وزير الدفاع أن الاحتفاء بثورة 26سبتمبر المجيدة تمثل محطة إلهام لكل اليمنيين يستمدون منها اليوم عظمتها في الحفاظ على الجمهورية ومكتسبات الثورة.. لافتاً إلى أن احتفالات شعبنا اليمني بالذكرى الستين لها إنما هو الاحتفاء بذلك اليوم المجيد، الذي غادر فيه شعبنا قروناً من الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد إلى رحاب الجمهورية والحرية والعزة والكرامة.
وأشار إلى أن الشعب اليمني العظيم الذي فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وضحى في سبيلها على امتداد عقود بالغالي والنفيس، سيظل مسكوناً بتلك الشعلة العصية على الانطفاء، شعلة الثورة والحرية والإباء والشموخ والكبرياء.. مؤكداً أن تلك الروح الوطنية الفدائية صانعة ذلك التاريخ ستظل حية باقية تواصل الحياة والفعل والحضور من خلال الأجيال المتلاحقة من ورثة المجد والفداء ثوار اليمن الأحرار على امتداد الزمن.
وقال "إن يمن الثورة والجمهورية سيبقى عصياً على الخنوع والخضوع للاستبداد، يتعالى على جراحه وآلامه في مواجهة الإمامة وذيولها وامتداداتها السرطانية الخبيثة، وإن التحديات مهما بلغت لن تكسر الروح اليمنية، ولن تطفئ في أعماقها لهب الحرية، وستظل بلادنا مهما تكالبت الأدواء متعافية محمية بهذه الروح الوطنية المناهضة للمشروع السلالي الإيراني المقيت، هذه الروح التي تتجسد بجلاء في هذا الحس المتضافر المحتفى بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بهذا الزهو البالغ والشعور الغامر بالتحدي والفخار".
وأردف: "إننا وفي مناسبة رائدة عظيمة كهذه، نقف بإجلال مستدعين عظمة تضحيات شعبنا اليمني بأسره في سبيل ثورتيه الكبريين 26 سبتمبر و14 أكتوبر، واللتين شكلتا جسر العبور الحقيقي إلى قلب العصر وميلاد اليمن الحديث".
وعن عظمة الثورة السبتمبرية الذي يحتفي شعبنا بميلادها اليوم، أكد الفريق الداعري أنها تحكي عظمة تلك النضالات في سبيل الانعتاق من نير الكهنوت.. مؤكداً أن لن ينسى شعبنا تضحيات المؤسسة العسكرية منذ بدايات التأسيس، فقد كانت حاضرة كل المشاهد الفارقة في تاريخ حركة التحرر الوطنية، وكان رموزها وروادها وأبطالها في الصدارة على الدوام لم يتخلفوا يوماً عن نداءات الواجب ولم يخذلوا شعبهم وبلادهم يوما، وهم ابداً في مقدمة الصفوف أوائل الفرسان الشجعان والشهداء الأماجد على طول الدرب".
وقال ” لقد تشربنا أرواحهم وعرفناهم عن قرب منذ نعومة الأظفار، حفظنا أسماءهم وكبرنا حولهم، قرأناهم في كل صفحة وحييناهم في الصباحات مع خفق العلم وأصداء النشيد وسكنوا أعماقنا كوطن لا يموت، وإننا إذ نستحضرهم اليوم لنستدعي كل أبطال الجيش الميامين حماة الجمهورية، الذين تقدمونا في ميادين الشرف والبطولة، والذين سيظلون يقودون مواكبنا على آثارهم في كل الأنحاء بدون توقف أو انقطاع”.
وأكد الاستمرار “على العهد في الحفاظ على الوطن والدفاع عنه وحمايته من كل الأخطار والمهددات، والبقاء صفا واحدا متماسكا لا تزيدنا الأيام إلا قوة وثباتا وصلابة وعزما”.
ولفت أن المشروع السلالي الحوثي “عمل منذ البداية على محاولة طمس الهوية اليمنية وتقويض الوعي ونسف الذاكرة الوطنية وإحداث نوع من التشويش والاضطراب في رؤية اليمني لذاته ولماضيه وحاضره ومستقبله، في مسعى منه لخلق تاريخ خاص يعيد الاعتبار لحكم السلالة وكل خرافاتها وادعاءاتها المتهافتة ولرموزها التي طواها النسيان، في مقابل تبخيس كل ماله علاقة بالثورة والجمهورية وتاريخ اليمن الفعلي المناهض للكهنوت، لهذا يمثل سبتمبر الجمهورية والثقافة والفكر والكفاح حاجز الصد الأهم أمام كل محاولات التسلل الكهنوتية، وفي هذا الاحتفال الزاخر يعلن اليمنيون انتماءهم لسبتمبر المجد والثورة، وأنهم سبتمبريون أحرار بلا منازع”.
وأضاف: “ستون عاماً عبر اليمن خلالها الكثير من المنعطفات لم يسقط أبداً أمام اختبارات البقاء، جمهورية عزيزة أبية شامخة تجاوزت الاختلافات والتباينات والصراعات، وتسامت فوق الحزازات ومضت نحو المستقبل رافضة كل الارتدادات، وستعبر اليوم وغدا كل محاولات إعادتها إلى الوراء وتعويقها عن اللحاق بركب التقدم والحضارة، لن تعود أبدا إلى السجن ولا إلى قبضة السجان، منذ انكسر القيد في سبتمبر وأشرقت الجمهورية اليمنية ورحل الظلام إلى الأبد”.