في احدث تصريحات يكشف من خلالها عن موقف بلاده شدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، على ضرورة جمع اليمنيين تحت سقف واحد للتفاوض على تمديد الهدنة.
وقال، في مقابلة صحفيه، نشرها اليوم الأربعاء، موقع “أندبندنت عربية“، إن هذه الخطوة ستعطي “أساساً قوياً يعكس إرادة الجميع لإرساء السلام”.
وأضاف: أن “تمديدها كل ستة أشهر بدلاً من شهرين ممكن. على رغم أن ذلك “يتطلب التزاماً من الأطراف كافة لتحقيق تقدم في القضايا المهمة”.
وأوضح، أن الهدنة، بالرغم من أنها غير مثالية، لكنها عادت بالنفع للشعب اليمني والمنطقة أجمع. بالنظر إلى الوضع الآن وما كان عليه الحال في الأول من أبريل الماضي. منوهاً بدورها في تقليل عدد الضحايا بنسبة 60 بالمئة خلال حرب الثماني سنوات.
وتحدث المبعوث الأمريكي، عن ملامح مرحلة ما بعد الهدنة الجارية، مندداً بخروقات الحوثيين لها.
وأكد على أن بلاده تأمل في زيادة الرحلات الجوية والتجارية وإحراز مزيد من التهدئة على الصعيد العسكري. إضافة إلى التقدم في تسليم رواتب المعلمين والأطباء وموظفي الخدمة المدنية الذين لم يتسلموها منذ سنوات.
وقال: إن الولايات المتحدة “لا تنظر إلى انتهاكات الحوثيين للهدنة بلطف، فهذا ما لم تتفق عليه الأطراف، ويعد منافياً للروح التي يحاول المجتمع الدولي غرسها”.
وأضاف: أن “سلوك الحوثيين خلال الأسابيع القليلة الماضية أصابنا بالإحباط، وعطل عملية دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة وخلق أزمة غير ضرورية حرمت اليمنيين من فوائد الهدنة”.
وذكر، أن الحوثيين انخرطوا في مناوشات أدت إلى مقتل مدنيين بدلاً من فتح الطرق في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن. وإحدى المدن التي تعاني أزمة إنسانية بسبب صعوبة تدفق السلع الأساس والمساعدات إليها.
وأشار، إلى مساعي بلاده، “بمساعدة شركائها في المنطقة، السعودية وعمان والإمارات، إضافة إلى الحكومة اليمنية، إلى الوصول وقف إطلاق نار دائم عندما تنتهي الهدنة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول). وعقد محادثات سياسية بين الأطراف المتصارعة”.
وقال: “تركيزنا منصب على هدفين، وهذا ما كلفني به الرئيس كمبعوث خاص، أولاً الدفع نحو مفاوضات سياسية، وثانياً تخفيف الأزمة الإنسانية”.
وأضاف: “هذا يتطلب إيصال المساعدات إلى المناطق النائية وتشجيع المانحين لتوفير التمويل اللازم لليمن”. لافتاً إلى تخصيص الولايات المتحدة وحدها مليار دولار هذا العام، وخمسة مليارات منذ اندلاع الصراع.
وحول إمكانية عقد لقاء بين الرئيس رشاد العليمي والرئيس بايدن، بيّن أن “جدولة مواعيد الرئيس شأن يتبع البيت الأبيض”.
وأشار، إلى رغبة الحكومة اليمنية والإدارة الأمريكية، في عقد لقاء على هامش قمة جدة للأمن والتنمية التي استضافتها السعودية خلال يوليو الماضي. وقال المبعوث الأميركي إن “الطرفين أرادا عقد هذا الاجتماع في جدة لكن كانت هناك مشكلات في الجدولة”.
وأضاف: “أنا واثق من أن هذا الاجتماع سيعقد، ولا أعرف ما إذا كان سيحدث في ضوء الجدول المزدحم حالياً للطرفين. لكننا مصممون وملتزمون بعقد ذلك الاجتماع”.
وعن موقف الولايات المتحدة من سياسة “اليمن الواحد”، قال ليندركينغ “نعتقد أن اليمنيين يجب أن يتخذوا قراراتهم الخاصة في شأن مستقبل بلدهم بما في ذلك هذه القضية”.
وتابع: “ما نود رؤيته الآن على وجه السرعة أن يوحد مجلس القيادة الرئاسي صفوفه ويدعم الشعب اليمني بشكل ملموس ويؤمن الدعم من المنطقة. ولذلك نعتبر زيارة الرئيس العليمي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وسيلة مؤثرة لتلقي الدعم منا ومن المنطقة”.
واستطرد قائلاً: “ما أعنيه أن قرار الوحدة من عدمه لا يمكن أن يتخذ بالنيابة عن اليمن، والأمر متروك لليمنيين”.
وأردف: “عدا ذلك فإن المؤسف هو عندما تكون هناك بعض الحركات المثيرة للانقسام التي تعطل مسار الهدنة. وأعتقد أن الأحداث التي وقعت في شبوة والجنوب خلال الأسابيع الستة الماضية مربكة للهدنة. ولدينا مخاوف ونراقب الأوضاع بشكل يومي”.
وحول الخلافات في إطار الشرعية، قال: “قمت بثلاث رحلات إلى المنطقة منذ أن زار الرئيس بايدن السعودية. وكان تركيزها على وحدة مجلس القيادة الرئاسي وضمان دعم الأطراف الإقليمية لوحدة وسلامة أراضي اليمن، وتجنب المشكلات التي تقوض الهدنة”.
ورداً على سؤال عما إذا كان للجيش الأميركي وجود في اليمن. رد بالقول: “لا نملك وجوداً عسكرياً منتظماً في اليمن، وكما تعلم فقد سحب دبلوماسيونا عندما استولى الحوثيون على صنعاء، ولكن إذا كنت تريد أن تسأل عن الجيش الأميركي فأقترح أن تتحدث إلى وزارة الدفاع”.
وحول دعم الولايات المتحدة للحكومة اليمنية عسكرياً قال: “هذه الأمور قيد المناقشة بالفعل.. الحكومة اليمنية شريك وطرف مهم في مكافحة الجماعات الإرهابية، ولذلك نريد أن نكون داعمين بالكامل للحكومة اليمنية”.
كما تطرق المبعوث الأمريكي، إلى مواصلة الحوثيين احتجاز موظفي السفارة الأميركية في صنعاء قائلاً: “لقد شعرت بالحزن وإحباط كبير إثر هذا العمل غير الضروري وغير المبرر”. مشيراً إلى عدم تقديم الحوثيين حتى الآن أي تفسير لسبب احتجازهم.
وأضاف: أن “أحدهم فارق الحياة بعد أشهر من منعه من التواصل مع عائلته وهذا مؤسف. وليس سلوك طرف يحاول أن يظهر للمجتمع الدولي أنه يمثل أي مستقبل لليمن. لذلك نود أن نرى الحوثيين يطلقون هؤلاء الأفراد سالمين فوراً”.
وتحدث المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، عن دور إيران، قائلا: إن “ما رأيناه في اليمن على مر السنين هو دور إيراني سلبي جداً. يؤجج الصراع بتهريب الأسلحة في انتهاك لحظر السلاح”.
وفيما نوه بترحيب طهران أخيراً بإعلانات الهدنة، إلا أنه قال إن بلاده تود أن ترى “ما إذا كان الإيرانيون سيترجمون كلماتهم إلى أفعال عبر دعم العملية السياسية في الواقع. بدلاً من مجرد القول إن العملية السياسية ستكون أمراً رائعاً”.