متحدثة لأعضاء مجلس الأمن ، الخميس، من محافظة الحديدة- عبر دائرة تلفزيونية- قالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إنها أمضت الأيام الستة الماضية في اليمن، حيث زارت كلا من عدن ومأرب وصنعاء والحديدة.
وقالت إنها التقت بالعشرات من الأشخاص الذين أخبروها عن حياتهم: "النساء اللواتي يخشين على سلامتهن سواء داخل المنزل أو خارجه. النازحون الذين لم تتحقق رغبتهم في العودة إلى ديارهم - عاما بعد عام".
وأشارت إلى أنها رأت خلال هذه الرحلة الفوضى التي ألحقها هذا الصراع بالمدنيين في اليمن، مناشدة الأطراف تجنب أي تصعيد في العنف والانخراط مع المبعوث الخاص للاتفاق على هدنة موسعة.
الألغام تقلب حياة اليمنيين إلى سيناريوهات موت محتمة
ألغام ومتفجرات مليشيات الإرهاب الحوثية ملأت البر والبحر في اليمن وتواصل حصد الضحايا وأرواح الأبرياء ولا تسري عليها هدنة أو تهدئة.
تقول المسؤولة الأممية إنه ، ورغم عدم اندلاع أي صراع جديد منذ انتهاء الهدنة، إلا أن المدنيين لا يزالون يواجهون مخاطر رهيبة تتمثل في الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات التي تشكل السبب الرئيسي لسقوط ضحايا من المدنيين.
في أيلول/سبتمبر، أفادت تقارير بمقتل أو جرح 70 مدنيا بسبب الألغام الأرضية والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة.
وقال السيدة مسويا إن آثار هذه المخاطر تتجاوز القتل والتشويه – "إنها تحول الأنشطة اليومية البسيطة، مثل الزراعة أو صيد الأسماك أو المشي إلى المدرسة، إلى سيناريوهات محتملة للحياة أو الموت".
وشددت على الحاجة إلى إجراءات عاجلة للحد من هذا التهديد، بما في ذلك زيادة الدعم لمشاريع إزالة الألغام وتسهيل استيراد المعدات.
وأشارت إلى أن الحديدة هي المحافظة الأكثر تضررا من الألغام الأرضية ومخاطر المتفجرات.
"هذا الصباح، التقيت يوسف وهو صبي يبلغ من العمر 12 عاما فقد كلتا ساقيه بعد أن وطأ لغما أرضيا قبل بضعة أسابيع. تعين عليه السفر لمدة ساعتين كاملتين للوصول إلى المستشفى، والآن - مثل العديد من الناجين الآخرين - سيحتاج إلى الدعم والمساعدة مدى الحياة".
وقالت مسويا إن المدنيين يواجهون العديد من المخاطر التي تتجاوز التأثير المباشر للنزاع، مشيرة إلى أن تدهور اقتصاد البلاد وانهيار الخدمات الأساسية هما المحركان الرئيسيان لاحتياجات الناس.
وقالت إنها شاهدت- على مدار الأيام الستة الماضية- تأثير هذه الاتجاهات بشكل مباشر، مشيرة إلى أن الأسواق بها طعام وسلع أساسية، "ولكن بأسعار لا يستطيع معظم الناس تحملها. زرت المستشفيات والمدارس التي تفتقر إلى المعدات الأساسية، والتقيت بالأطباء والمعلمين الذين لا يتقاضون رواتب كافية - هذا إن وجد.
"في مأرب، قابلت أمل، وهي أم لأربعة أطفال، فقدت دخلها وممتلكاتها عندما أجبرت عائلتها على الفرار من منطقة صرواح. وهي تعتمد الآن- كليا- على المساعدة الإنسانية، لكنها تريد فرصة للعمل كي تتمكن من إعالة أسرتها وإرسال أطفالها إلى المدرسة".
وشددت على أهمية الحفاظ على استمرار تدفق الواردات التجارية، مشيرة إلى تلقي مساهمات إضافية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما يحول دون إغلاق آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش ويضمن استمرار تشغيلها دون انقطاع للأشهر المقبلة.