صحا وزير الصحة والسكان بحكومة جماعة الحوثي غير المعترف بها، طه المتوكل، من سباته، اليوم الاحد، وأصدر توجيها مثيرا للسخرية، وسط مطالبات واسعة بإقالته على خلفية حقن أطفال بدواء مهرب، أدى لوفاتهم.
و وجه المتوكل كافة مكاتب الوزارة في مختلف المحافظات بالنزول الميداني إلى الصيدليات والبحث عن الأدوية المنتهية والمهربة والمغشوشة، وتقييم مدى الالتزام بمعايير التخزين، إضافة إلى تقييم عيادات ضرب الإبر والمجارحة؛ في محاولة تهرب من الجريمة، ما أثار سخرية واسعة.
وفي ذات السياق، طالبت منظمة حقوقية دولية، بفتح تحقيق دولي عاجل في حادثة وفاة وإصابة عدد من الأطفال في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، بعد تلقيهم جرعة دواء فاسدة ومنتهية الصلاحية.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان له، "على منظمة الصحة العالمية فتح تحقيق عاجل في حادثة وفاة 18 طفلاً على الأقل في مستشفى الكويت بصنعاء، بعد حقن عشرات الأطفال المصابين بالسرطان بجرعة من دواء "ميثوتريكسيت" (Methotrexate) يُعتقد بأنه منتهي الصلاحية".
وشكك البيان بإمكانية إجراء تحقيق شفاف ومستقبل من قبل وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي، يفضي إلى محاسبة المسؤولين عن الحادثة، لذا "فإنه من المهم أن تُجري منظمة الصحة العالمية تحقيقاً في الحادثة التي تعكس استهتاراً واضحاً بحياة اليمنيين، وتبيّن عدم تحمل وزارة الصحة الحوثية المسؤوليات التي تقع على عاتقها كونها المسؤولة عن صحة وسلامة المرضى في مستشفيات المدينة".
وأشار البيان إلى أنه ورغم إعلان جماعة الحوثي بأن الدواء المستخدم "تم تهريبه إلى صيدلية خاصة، ولم تمر التشغيلة المهربة من الدواء عبر إجراءات هيئة الأدوية أو مناقصات مركز الأورام"، إلا أن ذلك لا يبرر بأي حال استخدام المستشفيات جرعة دوائية لم يجرِ فحصها والتحقق منها مسبقاً.
وعبر "الأورومتوسطي" عن خشيته من أن تكون هناك جرعات أخرى متوفرة من نفس الدواء في مستشفيات المدينة ومراكزها الصحية، الأمر الذي قد يترتب عليه كارثة حقيقية تودي بحياة مئات المرضى.
وكانت حكومة الحوثي غير المعترف بها، اعترفت الخميس الماضي، بوفاة 10 أطفال و إصابة 9 آخرين، غير أن وسائل إعلام وناشطون أكدوا بأن الضحايا أعلى من ذلك بكثير، لأن القسم الذي حدثت فيه الإصابات يضم 50 طفلاً مريضاً بسرطان الدم.
يذكر بأن الحادثة وقعت في سبتمبر الماضي، وتكتمت عليها سلطات الجماعة، ولم تخرج إلى العلن إلا قبل أيام فقط.