توفيق الرجل الذي جعل من نفسه سوراً حصيناً للبلاد أمام الزحف الامامي الجبان ، وجد حاله كغيره من الرجال الشرفاء الأوفياء أمام مسئولية وطنية لابد من خوض مغامرات القيام بها دون اعتبار لأي من صعوباتها وتحدياتها.
منذ اللحظة الأولى للمعركة وهو يشارك فيها ويصد ثغراتها بكل عزيمة وثبات وإصرار وإيمان، لم يفكر بالانصراف عما يحدث في البلاد، بل كان حدثاً جمهورياً فاعلاً في الميدان يقارع حدث الإنقلاب والخراب والدمار الامامي البغيض.
من الجبهة الغربية المفرق وخط الضباب وأودية الربيعي وتباب الغربية انطلق مع ثلة من المخلصين يهتفون للثورة وسبتمبر والجمهورية والدولة والنظام والقانون، قاوم الشلة الحيوانية الحوثية الإيرانية ببندقية اليمني الجمهوري السبتمبري الحره الشريفة النزيه.
بذل دمه وروحه وجهده وشبابه فداءً لجمهورية بلاد السعيدة، وحشد خلفه كل أسرته، حتى والده الشائب كان معه في كل طلقة ومعركة ومترس، دفاعاً عن جمهورية السادس والعشرين من سبتمبر، وامتثالاً لفلسفة السلال وعلي عبدالمغني وعبدالرقيب عبدالوهاب نعمان .
وهو بهذا الشكل النضالي الرهيب كان هناك من يترصد له من المرجفين ضعفاء النفوس بهدف إسقاطه وتحييده عن خط المعركة والمقاومة، بدأو يحرضون عليه ويكيلون له الشتائم والنقائص، حتى يتمكنون منه، كان يدحض ادعاءاتهم بمواقفه ويكشف افتراءاتهم بمصداقيته، لكن هؤلاء كانوا أكثر حقداً وجبناً وخيانة وحباً بالسيطرة والهيمنة والمصلحة الشخصية، حشدوا عليه جيوشاً وخاضوا ضده معاركاً طويلة، بسلاح المعركة قاتلوه وهو واحد من أوائل الذين شاركوا فيها، والعدو هناك يتفرج عليهم ويحاصر المدينة ويتشفى...
كان أكبر تفانيا وتغليبا لمصلحة المعركة وأحرص في الإبقاء على روابط الأخوة والرفقة منهم، فترك لهم المدينة والضباب والمفرق وإدارة الأمن وذهب إلى ساحل الجمهورية الغربي، هناك حيث المعركة نقية صافية خالصة جمهورية سبتمبرية لم تلوثها الحزبيات والمصالح الشخصية.
وهو في طريقه إلى هناك كان الكثير من أحباب المعركة الثابتين في الساحل ينتظرون قدومه، وبذات الوقت كانت أحقاد سالم والخولاني تطارد قريته وتجتاح منازلها، اعتقلوا والده المسن وإخوانه واودعوهم السجن.
اليوم يرحل توفيق الوقار ويتركهم لأخطاءهم، يستشهد باستهداف طائرة مسيرة حوثية في الكدحة بريف تعز حيث كان يبحث عن فك للحصار مرة أخرى، الناس تبكيه ،والمعركة ترثيه...
إلى جنة الخلد أيها العقيد الموقر ، لقد ابليت بما فيه كفاية البلاد ، في وداعة الله أيها السبتمبري العتيد.
كتب: علاء العامري