ملحمة تاريخية تلهب الشاشات.. "معاوية" بين إعجاب الجماهير وعاصفة الجدل الطائفي
الأحد 2 مارس 2025 الساعة 02:22
الميثاق نيوز، تقرير خاص

بعد انتظار دام عامين، انفجرت الشاشات العربية بحدث استثنائي: الحلقة الأولى من مسلسل "معاوية" على MBC وشاهد، التي أشعلت تفاعلاً جماهيرياً غير مسبوق. بينما انقسمت الآراء بين مُعجب بالأداء المميز والحوار المشع، ومتشكك في قدرة العمل على تجاوز سقف مسلسل "عمر" الأسطوري، بدا واضحاً أن الدراما التاريخية العربية دخلت عصراً جديداً من الإبهار البصري والعمق الدرامي.

من المهد إلى اللحظة الفاصلة: رحلة معاوية في الحلقة الأولى
انطلقت الأحداث بوهجٍ درامي مُكثف: هند بنت عتبة (مي سكاف) تحتضن وليدها معاوية في مشهدٍ يختزل طموح الأمومة والسلطة، لتبدأ رحلة صناعة البطل. من تدريبات الطفولة القاسية إلى جراح غزوة بدر التي حوّلت هند إلى "نمرة ثأر"، وصولاً إلى التحول الأكبر: إسلام معاوية مع فتح مكة في مشهدٍ يهزّ المشاعر. لكن العمل لم يكتفِ بالسرد التاريخي، بل غاص في أعماق الشخصية: معاوية الشاب (إياد نصار) يرفض تصديق انتصار أحد، ويعاني مرارة فقدان شقيقته، ليُقدّم صورة إنسانية معقدة تسبق التحول إلى أيقونة سياسية.

إعلام العراق يمنع العرض: "خطر على السلم المجتمعي"
في مفارقة مثيرة، قررت هيئة الإعلام العراقية منع بث العمل فور عرضه، محذرة من "إثارة سجالات طائفية تهدد النسيج الاجتماعي"، خاصة في رمضان. القرار أشعل معركة افتراضية بين مؤيدين يرون في المنع "تكميماً للتاريخ"، ومعارضين يصفون المسلسل بـ"القنبلة الطائفية". تدخلت شخصيات دينية بارزة مثل مقتدى الصدر، الذي هاجم معاوية واصفاً إياه بـ"رأس الفتنة"، بينما ردّ نشطاء بتغريدات ساخرة: "أستعد يا مقتدى.. سترى أمير المؤمنين يخطف الأضواء!".

مواقع التواصل: ساحة حرب بين التاريخ والفن
تحوّلت منصات التواصل إلى حلبة صراع:

"أخيراً.. عمل يليق بكسرى العرب!" (متحمس سعودي).

"معاوية المسلسل ليس معاوية التاريخ!" (ناشط عراقي).

"شاهدوا كيف سيصارع السنة والشيعة بعد كل حلقة!" (ساخر إماراتي).
بينما أشاد البعض بالجرافيكس الثوري والأزياء الفاخرة، هاجم آخرون "تسييس التاريخ"، في حين دافع فنانون عن حق الدراما في استكشاف الشخصيات المثيرة للجدل.

إنتاج ضخم وحرب أعمال مضادة: "أبو لؤلؤة" vs "معاوية"
بميزانية تقترب من 75 مليون دولار، وتمويل سعودي-تونسي، يُعد العمل تحفة فنية بمعايير هوليوودية. لكن الطريق إلى الشاشة لم يكن مفروشاً بالورود: انسحاب مخرج، تعديلات على السيناريو، وإنتاج عمل مضاد بعنوان "شجاعة أبو لؤلؤة" من قناة شيعية عراقية، في خطوة أشعلت جدلاً عن "حرب درامية طائفية".

خبراء: "المنع ليس حلاً.. التاريخ يحتاج مراجعة نقدية"
أكّد باحثون أن الجدل يعكس أزمة عميقة في التعامل مع التراث الإسلامي. محمد عبدالوهاب رفيقي علّق: "نعيش هزيمة حضارية حين يصبح التاريخ سلاحاً للصراع المعاصر"، داعياً إلى فتح النقاش بعيداً عن التابوهات. بينما طالب فنانون بمساحة إبداعية حرة، قائلين: "الفن يجب أن يطرح الأسئلة لا أن يجيب عنها".

رمضان 2025: شهر الدراما الأكثر إثارة في التاريخ
مع بدءالعرض الكامل، تتصاعد التوقعات: هل سيُعيد "معاوية" كتابة قواعد الدراما التاريخية؟ أم أن العاصفة الطائفية ستطيح بالعمل الفني الأضخم عربياً؟ الأمر الوحيد المؤكد أن الشاشات ستشهد صراعاً لا يقل إثارة عن معركة صفين!

متعلقات