في إطار الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني أقامت وزارة الخارجية الصينية مؤتمراً صحفياً حول الدبلوماسية الصينية يوم أمس الجمعة 7 مارس 2025 وأجاب السيد وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني - وزير الخارجية الصيني عن عدد من تساؤلات الصحفيين من داخل وخارج الصين.
حيث أكد السيد وانغ يي وزير الخارجية الصيني أن الدبلوماسية الصينية ستستمر في توفير الدعم الاستراتيجي الراسخ وتهيئة البيئة الخارجية لخدمة التحديث الصيني النمط ، وقال أن بلاده قد أعفت 38 دولة من تأشيرة الدخول بشكل أحادي ومددت مدة الإقامة المسموح بها في الصين إلى 240 ساعة كتأشيرة العبور لـ54 دولة ومن المتوقع يتم توسيع دائرة الدول التي تعفيها الصين من التأشيرات أو تأشيرات العبور سعياً إلى تشجيع العالم لزيارة الصين وإدماج المواطن الصيني مع بقية شعوب العالم ، وأضاف بأن بلاده تسعى إلى أن تكون الخيار المفضل للتعاون الدولي من خلال طرح الأفكار الجديدة وتوسيع الانفتاح المؤسسي وتقليص القائمة السلبية.
الصين وأمريكا لابد من التعايش السلمي
عبر السيد وانغ يي عن موقف بلاده المبدئي تجاه العلاقات الصينية الامريكية وقال إن الاحترام المتبادل يعد مبدأ اساسياً للتواصل بين الدول وشرط مسبق هام للعلاقات الصينية الامريكية ولا يجوز لأي دولة أن تتوهم أن قمع الصين واحتوائها من جهة وتطوير علاقات جيدة معها من جهة أخرى.
وأكد الوزير الصيني بأن الصين والولايات المتحدة الامريكية تعتبر أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم اليوم ستبقيان في كوكب الأرض لفترة طويلة ولا بد لهما التعايش السلمي ، وأضاف "لدى الصين والولايات المتحدة الامريكية مصالح مشتركة واسعة النطاق وهناك الكثير من الفرص للتعاون المشترك ومن الممكن أن يكون البلدين شركاء لانجاح بعضهما وتحقيق الازدهار المشترك.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى العلاقات الصينية الأمريكية ، مشيرا إلى أنه في السنوات الأربع المقبلة، ستواصل الصين العمل من أجل التنمية المستقرة والسليمة والمستدامة للعلاقات الصينية الأمريكية، على أساس المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المشترك
وعبر عن رغبة بلاده في مواصلة السعي إلى تطوير العلاقات الصينية الامريكية على نحو مستقر وسليم ومستدام وفق ما طرحه الرئيس الصيني شي جين بينغ من المبادئ الثلاثة المتمثلة بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك.
وإجابة لسؤال احد الصحفيين في المؤتمر عن موقف بلاده من المسائل المتعلقة بالتعريفة الجمركية الامريكية قال وزير الخارجية الصيني "إن لم ينفع عملكم ابحث عن السبب في نفسك" ويجب على الولايات المتحدة الامريكية مراجعة مجريات ماذا حصدت من الحرب التجارية طليلة السنوات الماضية !! وهل يحقق ذلك مصالح الشعب الأمريكي !!
واختتم قوله بأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة الامريكية متبادلة ومتكافئة وإذا اختارت الأخيرة التعاون فستتحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك مالم فسترد الصين على ذلك بحزم بكل تأكيد.
الصين والدول العربية
عربياً أكد الوزير الصيني بأن بلاده شريك استراتيجي أساسي لدول الشرق الأوسط وصديق للعرب ، وأن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط بكل ثبات لكسب العدل والسلام والتنمية ، وتتبنى الصين مبدأ الاحترام المتبادل والكسب المشترك وعلاقة الصين بالدول العربية جزء لا يتجزأ من هذا المبدأ.
وفي الشأن الفلسطيني أكد قطاع غزة ملك للشعب الفلسطيني وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ، ودعا وانغ كافة الأطراف في الإسراع في تنفيذ حل الدولتين ودعم إقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وأضاف " ينبغي على الفصائل الفلسطينية أن تنفذ إعلان بيجينغ بشكل حقيقي ليساعدها في تحقيق انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني ، وشدد في دعوته للأمم المتحدة أن تتخذ الخطوات لقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية.
وأكد على دعم حكومته لخطة التعافي المبكر وإعادة الاعمار في غزة التي تبنتها مصر والدول العربية بشكل مشترك.
الابتكارات العلمية الصينية : حيثما يوجد الحصار يوجد الاختراق
عبر السيد وانغ يي عن الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي الصيني بأنه فاق التوقعات ومستمر بإبهار العقل البشري وقال "من القنبلتين الذرية والهيدروجينية والصواريخ والقمر الصناعي إل المركبة الفضائية شنتشو والمسبار الفضائي تشانغ آه ثم شبكة الجيل الخامس والحوسبة الكمومية ومؤخراً تطبيق ديب سيك" أكد الوزير يانغ يي أن الشعب الصيني لم يتوقف بأجياله المتتالية عن الكفاح ليصبح الطريق الصيني أقوى بالعلوم والتكنولوجيا بشكلها الواسع.
وأضاف السيد وانغ "إن هذا الطريق لم يكن مفروشا بالورد ولم يتوقف عن القمع غير المبرر سواء في مجال علوم الفضاء أو مجال تصنيع الرقائق الالكترونية لكن حيثما يوجد الحصار يوجد الاختراق وحيثما يوجد القمع يوجد الابتكار.
وأشار الوزير الصيني إلى أنه لا يجوز أن تكون العلوم والتكنولوجيا أداة لنسج الستار الحديدي بل يجب أن تكون ثروة يتقاسمها ويستفيد منها الجميع من أجل دفع التنمية المشتركة للبشرية.
مبدأ المستقبل المشترك للبشرية
دعا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية وزير الخارجية الصيني دول العالم إلى تجاوز الخلافات والاختلافات والعمل سوياً للعناية بالكوكب الأرضي الوحيد الذي يصلح لعيش البشرية على حد سواء وبناء مستقبل مشترك لكل انسان يعيش على هذا الكوكب ، وعبر عن سعادته بأن أكثر من100 دولة تدعم المبادرات الثلاث وأكثر من ثلاثة أرباع الدول انضمت إلى عائلة التعاون في بناء الحزام والطريق.
وقال "أن التاريخ سيثبت أن الفائز الحقيقي هو من يأخذ مصلحة الجميع في عين اعتباره"
وفي الجانب التنموي سلط وزير الخارجية الصيني الضوء على أن هذا العام هو عام الصين لقيادة منظمة شنغهاي للتعاون "وهي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية تشارك فيها ستة دول آسيوية هي الصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان" وأكد أن بلاده تقوم بتنفيذ أكثر من 100 فعالية في مجالات السياسة والامن والاقتصاد والتبادل والحوار الحضاري والثقافي ، وستستضيف تيانجين في خريف العام الجاري قادة دول المنظمة لرسم الخطوط العريضة لتنمية وبلورة التوافقات للتعاون ، لانطلاق المنظمة من الصين مجدداً والمساهمة في إقامة مجتمع المستقبل المشترك للدول المشاركة.
ويأتي عقد الصين للمؤتمرات الصحفية والنقاشات المفتوحة مع الصحفيين الصينيين والأجانب خطوة في تعزيز مبدأ الشفافية والانفتاح التي تتبناها السياسة الصينية مؤخراً