في خبرٍ أثار موجة من الحزن العميق في الأوساط السياسية والوطنية، توفي يوم الخميس النائب المؤتمري، الشيخ زيد محمد أبو علي، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ونقيب البرلمانيين، إثر ما وصفته المصادر الطبية بـ"ذبحة صدرية مفاجئة"، في ظروف غامضة أثارت شكوكاً حول احتمال تعرضه للتسميم على يد مليشيا الحوثي.
وقد أثارت وفاة الشيخ زيد، الذي عرف بمواقفه الجمهورية الصلبة رغم وجوده في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حالة من الحزن داخل البرلمان ، وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي فقد أحد أبرز قياداته التاريخية، والمناضلين الأوفياء للجمهورية والوحدة.
الرئيس العليمي: الفقيد كان صوتاً أميناً لقضايا الشعب
بعث فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية عزاء إلى الشيخ محمد أبو علي، والد الفقيد، أعرب فيها باسمه وباسم أعضاء مجلس القيادة والحكومة عن خالص التعازي وصادق المواساة لأسرة الفقيد وكافة أبناء وأخوان الشيخ زيد محمد أبو علي، في مصابهم الأليم.
وأشاد الرئيس العليمي بمناقب الفقيد ودوره الوطني البارز، مؤكداً أنه كان من أبرز الشخصيات البرلمانية والسياسية التي حملت هموم الشعب، ودافعت عن قضاياه، وشارك في تعزيز النظام الجمهوري، ومواجهة المشروع الإمامي الذي تسعى مليشيا الحوثي لفرضه بالقوة.
البركاني: رجلٌ لم تزحزحه العواصف ولا أفقده العهد
وفي بيان مؤثر، نعى سلطان بن سعيد البركاني، رئيس مجلس النواب، وفاة الشيخ زيد محمد أبو علي، بقوله: "ما أشد وقع النبأ حين يكون الفقد كبيراً والخسارة للوطن فادحة والراحل قامة من قامات الوطن ومن أعلام الحكمة والبذل والنضال" .
ووصف البركاني الفقيد بأنه "شامخ كالطود"، لم تهزه العواصف، ولم تُزحْزِحْه المواقف، ولم يُخلِف يوماً العهد، مشيراً إلى أن الشيخ زيد كان "صوتاً حراً في وجه الطغيان"، و"معبّراً حقيقياً عن هموم الناس"، و"مدافعاً عن قضاياهم"، مُشيداً بدوره القيادي في المؤتمر الشعبي العام، حيث "ترك بصمة واضحة في مسيرة العمل التنظيمي داخل الحزب منذ تأسيسه عام 1982".
وقال البركاني: "إننا إذ نعزيكم في هذا المصاب، نعزي أنفسنا ونعزي كافة آل أبو علي الكرام، وأبناء محافظة المحويت، ونعزي وطناً جريحاً بأمثال هؤلاء الرجال" .
العالم يحتاج إلى رجاحة العقول
في زمنٍ يُعاني فيه اليمن من تأزمات سياسية واقتصادية، أكد البركاني أن البلاد "أحوج ما تكون إلى رجاحة العقول وثبات المواقف"، مشيراً إلى أن رحيل الشيخ زيد يمثل خسارة وطنية فادحة، لكنه في المقابل "يترك سيرة عطرة وسجلاً ناصعاً من العطاء والنزاهة".
أحمد علي عبدالله صالح: فقدنا قائداً مناضلاً وقامة وطنية بارزة
من جانبه، نعى اللواء أحمد علي عبدالله صالح، وفاة الشيخ زيد محمد أبو علي، واصفاً إياه بـ"الشخصية الفذة"، و"القامة الوطنية"، و"القيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام"، الذي كان يمثل صوتاً حقيقياً لقضايا الشعب، وظل متمسكاً بمبادئ الجمهورية، والثوابت الوطنية، رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بمعيشته في صنعاء.
وأشار أحمد علي إلى العلاقة الأخوية الصادقة التي كانت تربط الفقيد بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح، مؤكداً أن الشيخ زيد كان من الشخصيات التي لم تتخلّ عن مبادئ الثورة اليمنية، وظل مدافعاً عن قيم سبتمبر وأكتوبر، وضد مشاريع التوريث والانقلابات، حتى آخر لحظة من حياته.
غموض يلف الوفاة.. اتهامات للحوثيين بالتسميم
وأشارت مصادر من داخل صنعاء إلى أن وفاة الشيخ زيد أبو علي قد تكون مفتعلة، في ظل ظروف غامضة، وهو ما يُعيد فتح الملفات المتعلقة باغتيالات الشخصيات السياسية والبرلمانية في مناطق سيطرة الحوثيين، خاصة مع تصاعد التوترات بين الجماعة وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي قُتل على أيدي الحوثيين في ديسمبر 2017.
ويُعد الشيخ زيد أبو علي من أبرز الشخصيات السياسية التي كانت تتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وقد فاز بثقة الشعب في عدة دورات برلمانية، ما جعله شخصية معروفة ومُقدّرة في الأوساط السياسية.
الحزن يعم المحويت والوطن
وقد أثار خبر وفاة الشيخ زيد أبو علي حالة من الحزن في محافظة المحويت، التي كان يمثلها في البرلمان منذ سنوات، ويُعد من أبرز مشائخها وأعلامها الوطنية، كما أبدى أبناء المحافظة وقيادات المؤتمر الشعبي العام حزنهم البالغ على رحيله، مؤكدين أن اليمن فقدت برحيله واحداً من آخر القيادات التاريخية التي تمثل جذور الجمهورية ومبادئها.
في ختام التعازي، دعا الجميع إلى الصلاة على الفقيد، وطلبوا من الله أن "يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته"، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، خاتمين بقوله: "إنا لله وإنا إليه راجعون."