نيويورك - أجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، اليوم الثلاثاء، محادثات دبلوماسية هامة مع قادة دول مُختلفة خلال الدورة الثامنة والثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التهديدات الناجمة عن المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، ودفع مساعي الاستقرار الإقليمي.
في لقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع، أشاد الرئيس العليمي بالعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، وعَبَّر عن تقديره لعودة اليمن إلى سفارة دمشق بعد سنوات من احتلال المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، مؤكدًا أن اليمن يدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها وحقوق شعبها في تحقيق السلام والاستقرار.
ورد الرئيس السوري على ذلك بتأكيد دعمه لليمن في مواجهة التحديات المشتركة، مع التأكيد على أهمية التنسيق الثنائي في تعزيز العلاقات الثنائية والعمل المشترك لحل القضايا الإقليمية.
وخلال لقائه مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيز، أبرز فخامة الرئيس العليمي الدور الفاعل لليونان في دعم عملية السلام في اليمن من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي ولجنة العقوبات المنشأة بموجب القرار 2140، مطالبًا بتنفيذ فعّال لحظر الأسلحة ووقف تدفق الأسلحة والمخدرات إلى المليشيات الحوثية. كما أشاد بقيادة اليونان في الفريق الأممي المعني بالأطفال والنزاع المسلح، ودعا إلى تعزيز الجهود لحماية الأطفال من التجنيد والاستغلال في النزاعات المسلحة. وتم التأكيد على أن أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب مسؤولية عالمية، لا سيما في ظل التهديدات المتزايدة على الممرات البحرية والشحن البحري.
وفي لقاء مع رئيس جمهورية لاتفيا إدغار رينكيفيتش، رحب العليمي باختيار لاتفيا لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2026-2027، وشدد على أهمية مشاركتها في تعزيز السلام من خلال دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان، خاصة في مواجهة المليشيات الحوثية التي ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك اعتقال واحتجاز موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وأكد العليمي على أن النجاح في تحقيق السلام في اليمن يرتبط بوقف النفوذ الإيراني المزعزع للأمن الدولي، وتوحيد الجهود الدولية لتصنيف المليشيات الحوثية كمنظمة إرهابية أجنبية.
ورحب رئيس لاتفيا بدعم بلاده لليمن، مع التأكيد على أهمية الدعم الدولي لاستعادة مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار.
وخلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة والثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، شارك العليمي مع وفد اليمن الذي يضم وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني، ومندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، ومدير مكتب رئيس المجلس اللواء صالح المقالح، في افتتاح أعمال الجمعية.
ومن المقرر أن يلقي فخامة الرئيس العليمي كلمة لليمن أمام قادة العالم، يعرض فيها تطورات الأوضاع المحلية والإقليمية، ويدعو إلى دعم دولي لجهود الحكومة اليمنية في تحقيق السلام العادل والشامل، وردع التهديدات المشتركة، خاصة من المليشيات الحوثية التي تُهدد السلم والأمن الدوليين.
وسيركز الحديث في لقاءات لاحقة مع رؤساء الوفود على تحسين التعاون في مجالات الأمن البحري والاقتصادي، ووقف التدفق غير المشروع للأسلحة الإيرانية، ومواجهة الأنشطة الإرهابية المتزايدة للمليشيات والمنظمات الإجرامية المرتبطة بها.
ويعتبر الرئيس العليمي أن تحقيق الاستقرار في اليمن يعتمد بشكل جوهري على تعزيز الوحدة الدولية في مواجهة التدخلات الخارجية، وتحويل الدعم الدبلوماسي إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع.