تعز تحت النار والغضب.. الأمن يقتحم وكر عصابة القتل وسط مطالب شعبية بـعدالة بلا استثناء(الاسماء)
الاربعاء 24 سبتمبر 2025 الساعة 16:22
الميثاق نيوز، متابعة خاصة

في ظل تصاعد الغضب الشعبي وتصاعد الحملة الأمنية المشتركة، تشهد محافظة تعز جنوب غربي اليمن سلسلة تطورات ميدانية وقضائية متسارعة في ملفات جرائم القتل والعنف المنظم التي هزّت المدينة خلال السنوات الماضية والتي ماكان لها ان تقف لولا دم الاستاذة افتهان المشهري الذي بات اداة تطهير لمدينة تعز من اوكار القتلة والمجرمين الذين اتخذوا من المربعات الشمالية للمدينة وكرا لهم.

ووسط مطالبات واسعة من أهالي الضحايا والناشطين بتحقيق العدالة، تواصل السلطات الأمنية عمليات الملاحقة والضبط، في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأشمل منذ سنوات.

أمن تعز يحدد مكان القتلة.. شهادة مسجلة مسبقا للشهيدة افتهان المشهري تكشف خيوط الجريمة

وفي تطورٍ لافت، أعلن مدير شرطة محافظة تعز العميد منصور الأكحلي مقتل محمد صادق المخلافي، منفذ جريمة اغتيال افتهان المشهري، خلال عملية أمنية دقيقة. وأوضح مساعد مدير الشرطة العقيد نبيل الكدهي أن المخلافي ألقى ثلاث قنابل يدوية على أفراد الحملة أثناء محاصرته، ما أسفر عن إصابة خمسة جنود، قبل أن يُقتل أثناء مقاومته. وجاءت العملية بعد أسبوعٍ فقط من ارتكابه الجريمة، التي نفّذها بإطلاق النار بشكل متعمد على سيارة الضحية يوم الخميس الماضي.

توجيهات صارمة للرئيس العليمي بعد اغتيال الاستاذة افتهان المشهري

البركاني يحذر أن تصبح تعز ساحة للاختفاء الممنهج للجناة بعد جريمة اغتيال المشهري

وفي سياق متصل، أفادت مصادر أمنية بأن الساعات الماضية شهدت فرارًا جماعيًّا لعدد من المطلوبين المتورطين في جرائم قتل واعتداءات منظمة، في وقت تواصل فيه الحملة الأمنية المشتركة عمليات الملاحقة المكثفة لتعقبهم وضبطهم. وأشارت المصادر إلى أن "العقد انفرط وأصبحوا مكشوفين"، في إشارة إلى تفكك الشبكات الإجرامية التي كانت تحمي هؤلاء المطلوبين، مؤكدة أن حالة الارتباك باتت سائدة في صفوف المتهمين بعد تضييق الخناق عليهم. وتوقعت المصادر أن تُعلن خلال الساعات القادمة أسماء جديدة لمتورطين في هذه القضايا، ضمن جهود مستمرة لتعزيز الأمن وضمان عدم إفلات أي متهم من العدالة.

تعز.. غضب شعبي يلهب شوارع المدينة تنديدا باغتيال المشهري وينذر بانفجار اجتماعي

على الأرض، أثمرت الحملة الأمنية عن سلسلة إنجازات نوعية. فقد أُلقي القبض مؤخرًا على المدعو محمد سرحان، المطلوب أمنيًّا في قضية قتل وقعت داخل مستشفى عام 2020. وبحسب ناشطين، فإن سرحان ظل طليقًا لسنوات بفعل حماية شبكة إجرامية، قبل أن تُفعّل السلطات ملاحقته عقب مقتل محمد صادق المخلافي، منفذ اغتيال مدير عام صندوق النظافة والتحسين في تعز، افتهان المشهري.

كما أفاد مصدر أمني آخر بالقبض على عصام عبدالله، المتهم بقتل موفق الشميري، والشروع في اغتيال رئيس جامعة تعز البروفيسور محمد الشعيبي. وذكر المصدر أن آخر جرائم عصام كانت الاعتداء بالرصاص على الدكتورة عزيزة شرف، واختطاف رافت صادق، نجل نائب رئيس الجامعة البروفيسور صادق الشميري.

حمود الصوفي: حان الوقت لنرفع الغطاء عن وجوه القتلة القبيحة في تعز

تعز..شيخ مشايخ شرعب السلام يعلن البراءة من قتلة افتهان المشهري

وفي سياق ذو صلة ناشد أقارب الشهيد مرسال، إلى جانب نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، الجهات الأمنية والقضائية بالإسراع في القبض على قاتله وجميع المتورطين في جرائم العنف التي طالت المدينة. 

تعز.. تطورات جديدة في قضية إغتيال افتهان المشهري. وعودة مفاجئة للمحافظ

تعز تنتفض: آلاف المتظاهرين يطالبون بالعدالة لدماء أفتهان المشهري

وشهدت مدينة تعز عقب تصفية المخلافي احتفاءً واسعًا بقوات الأمن، حيث تداولت وسائل التواصل صورًا لمواطنين يحملون أحد قادة الحملة الأمنية ويرفعونه على أكتافهم، تعبيرًا عن امتنانهم وفرحتهم بهذا الإنجاز الذي وصفوه بـ"الانتصار للعدالة". 

كما بدات العديد من اسر الضحايا نصب خيامها في شارع جمال للضغط على الحملة الامنية استكمال ملاحقة المطلوبين امنيا والمتهمون بجرائم قتل وصدرت في حق البعض منهم اوامر قهرية واخرون احكام قضائية، ولكنهم فارون من وجه العدالة

من جهتها، أصدرت النيابة الجزائية أمرًا قضائيًّا بإيداع كل من همام مرعي وعرفات علي منصور السجن المركزي على ذمة التحقيق، في قضايا تتعلق بالاختطاف والقتل وتشكيل عصابات مسلحة. وأوضحت مصادر قضائية أن القرار جاء بناءً على طلب النيابة التي وجهت للمتهمين تهمًا تشمل الاشتراك في جرائم قتل وممارسة أنشطة إجرامية منظمة تهدد الأمن والاستقرار.

وفي تصريحٍ عاطفي، أكد زيد المشهري، شقيق الشهيدة افتهان المشهري، أن "لا رفع للمخيمات إلا بالقبض على بقية المخططين لاغتيال الشهيدة، وكذا قتلة كل الشهداء في تعز، ورفع المظلومية عن هذه المدينة، ومحاسبة كل المتسببين في إغراقها بالفوضى والفشل".

ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها اختبارٌ حاسم لقدرة الدولة على استعادة هيبة القانون في مدينة عانت طويلاً من تفشي الجريمة وانعدام الأمن. ويبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن السلطات من استكمال ملاحقة بقية المتورطين، وقطع دابر الشبكات الإجرامية التي طالما وفرت الحماية للمطلوبين؟

متعلقات