نيويورك- عقد الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، شملت الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، ووزراء خارجية الولايات المتحدة والمانيا وروسيا، في مسعى لحشد الدعم الدولي لجهود للحكومة الشرعية في مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية والاقتصادية المتفاقمة.
وفي لقائه مع غوتيريش، أثنى فخامة العليمي على جهود الأمم المتحدة في تخفيف المعاناة الإنسانية، وشدّد على التزام الحكومة بمرجعيات السلام، لا سيما القرار الدولي 2216، باعتباره "خارطة طريق مثلى" لاستعادة الاستقرار.
وطالب بإخلاء المليشيات الحوثية لمقرات الأمم المتحدة في صنعاء، والإفراج الفوري عن موظفيها المحتجزين، مجددًا دعوته لنقل المقرات الرئيسية للوكالات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن.
من جانبه، أعلن غوتيريش عن إجراءات حمائية إضافية لموظفي الإغاثة، تشمل تقليص العمليات في المناطق الخاضعة للحوثيين ونقل المزيد من المكاتب إلى عدن.
وفي لقاء منفصل مع مورا نامدار، القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، جدد العليمي التقدير للموقف الأمريكي الداعم للشرعية، مشيدًا بتعاون واشنطن في مكافحة الإرهاب، وتأمين المنافذ، ودعم آلية الأمم المتحدة لتفتيش الشحنات ومنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.
كما أعرب عن أمله في استئناف المساعدات الأمريكية وتمديد الحماية القانونية لليمنيين الفارين من بطش المليشيات، مُشيدًا بشكل خاص بموقف الرئيس السابق دونالد ترامب تجاه التهديدات الإيرانية في المنطقة.
كما التقى العليمي وزير الخارجية الألماني يوهان دافيد فاديفول، حيث دعا إلى مضاعفة الدعم الاقتصادي والإنساني الأوروبي لتقوية العملة الوطنية وتحسين الخدمات الأساسية.
وحذّر من أن استمرار الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، بدعم إيراني، يهدد السلم العالمي، مؤكدًا الحاجة إلى نهج جماعي لمواجهة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله.
ورد الوزير الألماني بالإعلان عن زيادة في المساعدات الألمانية، واستعداد بلاده لتوسيع برامج التعاون مع اليمن.
وفي لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نقل الأخير تحيات الرئيس فلاديمير بوتين وتهانيه بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر.
وثمن العليمي الموقف الروسي الداعم للشرعية الدستورية، ورفض موسكو المستمر للهجمات الحوثية على الممرات البحرية.
وبحث الجانبان التحضيرات للقمة الروسية–العربية الأولى المقررة في أكتوبر، والتي سيشارك فيها اليمن، كما استعرض العليمي الانتهاكات الحوثية لحقوق الإنسان، بما في ذلك اختفاء عشرات العاملين الدوليين.
وشهدت جميع اللقاءات حضور وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني، والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي، إلى جانب مسؤولين آخرين من الوفد الرئاسي.
تأتي هذه المبادرة الدبلوماسية في وقت تسعى فيه الحكومة اليمنية إلى تعزيز شرعيتها الدولية، وسط تصاعد الضغوط لفرض حل سياسي شامل، بينما تواصل المليشيات الحوثية استهداف البنية التحتية الاقتصادية وعرقلة جهود الإغاثة، في ظل دعم مستمر من إيران.
وتركز استراتيجية الرئيس العليمي على توحيد المواقف الدولية حول ضرورة "فرض السلام" لا مجرد إدارته، وربط الاستقرار اليمني بالأمن الإقليمي والدولي.