يا لعاركم اجمعين ، مشايخًا وقبائلًا وفلاحين ، ذكورًا واناثًا واطفالًا وعجائز ، عار الذُل وعار الهزيمة وعار الإنحناء الطويل عن شرف القبيلة ، عار كل كائن يتنفس و يسكن عنس مُعتدًا بقبيلته التي لم تعد تأويه ، عار الشغدري والمقدشي والمصري وعمران وابويابس ، عار الذين كانوا شيوخًا يحمون افراد قبيلتهم ، فصاروا أذلاء بلا كرامة ، أسرى لمصالحهم وانتهازيتهم ، جبناء مهزومين من الداخل ، مرتعشون في ضمائرهم وحيواتهم .
- من كان يجرؤ على ابن القبيلة ظلمًا وعدوانًا ، لا أحد .. حتى النظام الذي حكمنا لم يغفل دور القبيلة حين تُصرخ ويلبي نداءها إذا حشدت ، ويرضي شرفها إن تعرض للخدش والجرح والإيلام . تفزع القبيلة عن ابنها ظالمًا او مظلوما ، واليوم تتخلى عنه وقد تفرق مشايخها في اطماعهم واهواءهم ومصالحهم وحُفرهم التي حفروها على بعضهم حتى سقطوا جميعًا في أعين الناس وفي عين التاريخ وعين الوطن .
- يسكن عبدالله المنيفي - ابن عنس وفتاتها الأسير - في غيابة السجن منذ سنتين ، محاصر بخطيئته كـ "إصلاحي" ، مُدان بالحرية ، متهم بإختياره الانضمام الى حزب أنشأ وفق قانون البلاد! . جريمته أنه كتب بضع كلمات ، حبر هادر في سماء الويب لا يقتل ولا يذبح يا عنس ، ضاع المنيفي خلف قضبان معدنية صماء لا ترحم ، يفكر في عياله وأمه وأبيه ، في طعامه وأثاث منزله ، في حريته ، في شوارع مدينته كيف صارت ، في محبوبته الأولى ، وفي قصة الغدر التي حكاها هاشمي حقير لعصابة الحوثي فاقتادته مكبلًا في غرة الفجر حين ضاعت مروءة الرجال ، وعصمة القبيلة .
..
يا للعار .. لم يجرؤ أحدٌ على سؤال واحد "أين عبدالله" ؟ ، اين انت يا صديقي البطل ، اعرف أنين السجن جيدًا ، وقسوة الظلم ، وقد تراكم الألم في صدرك ، والدهشة من خواء الرجولة في عنس التي نسيت فتاها المتهم بالكتابة ! ، افرزتهم الاحزاب الى خصوم ، تلذذوا في بعضهم حتى انهار الشرف وغادرت الاخلاق محيط عنس كما غادرت الحدا وانس وجهران وقد سكن القُبح في لوم الحكومة الشرعية والتحالف العربي على مصائر رجال ينتمون الى القبيلة ذاتها ، هُم ابناءها في كل حال وظرف ، لا استثناء في القيم ولا مراوغة في الشرف ، ولا حياد عن المظالم والعذاب . من يفعل ذلك قبيلة او مشايخ ، عقالًا أو مجانين ، افرادًا او فلاحين فلا يستحق شرف قيادة أي مجتمع أو الانتماء إلى قبيلة مفهومها الأول مشتق من الشيم والمعروف وبقايا عروبة تسري في عروق الرجال ، فما هذا اللؤم الظاهر في خنوع رموز القبيلة عن اتباعهم إلا أصل العار ونزيف المروءة الذي يسحق ما تبقى من الأصالة والنخوة والشموخ.
- يا عنس .. ان في سجون الحوثيين مئات من فتيانكم ، وآلاف اضعتموهم وانتم تصطرعون غرباء عن قضيتكم ، انتفاعكم مع ذئاب الهاشمية لن يثمر في ضمير لئام الغابات ، فالذئب غادرٌ وإن اطعمته كل صباح ، فيومًا ما سيلتهم افراد عائلتك بدافع الجوع او الترف ، لن يهتم بك أو بشعورك المؤسف واحزانك .
..
يا عنس .. عارٌ عليكم إن قرأتم مقالي ولم تشعروا جميعًا او قليلًا بالخجل .. القليل منه يكفي لتحرير كل أسراكم الذين لا ذنب لهم إلا انتمائهم اليكم اهلاً وعشيرة وافرادًا ، كان الفخر يعلوهم ذات يوم بأنهم ابناء عنس .. ولا أدري هل ما يزالون على فخرهم وقد علّقتهم انياب الهاشميين في سجونهم وكالت إليهم الضربات والطعنات وسيل الشتائم ، وانتم في مخادعكم كبقايا جوارٍ استعبدهن السيد في غنيمة حرب خاطفة لم يعد فيها أي رائحة للكرامة .
..
المجد لعبدالله المنيفي وكل الاسرى