اتصل عبدالسلام هشول، مشرف الحوثي في مجلس النواب، بيحيى الراعي وأبلغه بأن سيده ولي الله عبدالملك لغم الدين قرر تعيين المشاط قشاطاً عاماً للجمهورية بدلاً عن القشاط الصريع الصماط، وعليه وجب جمع النواب لمبايعته. فرد عليه الشيخ يحيى الراعي بأن يسبقه للمجلس والمفاتيح عند أبو الليل وهو سيلحقه وأنه سيتأخر فقط قليلا لشراء بعض الحاجات من صابون وليف وغيرها، وعليه أبلغوا (أعضاء مجلس النواب) أن هناك قشاطاً عاماً للجمهورية قد تفضل لغم الدين باختياره لليمن سيأتي المجلس لأخذ البيعة الصورية منهم.
ممارسات الحوثي لا تدهشني بقدر جرأتهم في إيذاء وامتهان الشعب اليمني وممثليه في البرلمان، فهو لم يراع مشاعر الراعي وزملاءه في المجلس وحاجة اسمها قانون وأعراف وأخلاق سائدة بين الناس.
تعودنا أن ننتخب أو نتوافق حتى على رئيس الفصل في المدرسة، وحتى عاقل الحارة يتم التوافق عليه من سكان الحي، وحتى كبير العمال أو الطباخين في مطعم الشيباني يتم اختياره برغبة وتزكية جميع العاملين هناك.
فتى غِر عمره في الثلاثينات يعيش معزولا عن الحياة في كهف تحت الأرض لا يمتلك مؤهلا دراسيا، يختار رؤساء لدولة عمرها أكثر من 7 آلاف سنة. هذه الممارسات المهينة للشعب اليمني تتم والحرب على مقربة من جحر ذلك الفتى فكيف سيعمل إن دانت له الأرض وخضع له الجميع؟! جرأة ووقاحة لا حدود لها.
مرحلة عصيبة في تاريخ اليمن الحديث؛ عناوينها سطو على وطن ونهب مؤسساته، ونهب ممتلكاته، ومصادرة حريات وسرقة أحلام وتدمير لماض وتفجير لحاضر وتفخيخ لمستقبل الأجيال، وتعد على قوانين ولوائح وأنظمة وتقاليد ومعتقدات وقيّم الناس، وتزييف لوعيهم وقناعاتهم، وتحريف لحقائق ومسلمات العيش المشترك، وتجريف لأخلاق وأعراف ومُثل الناس وخصوصياتهم، وهتك لمشاعر وقناعات وآراء الشعب اليمني، وغلو في القول وقُبح في الفعل وفجور في الخصومة، ونذالة في التحالف وفسق في السلوك.
أعضاء مجلس النواب وقيادات الأحزاب وكل شخص متواجد في مناطق سيطرة تلك المليشيات معذورون ولا لوم عليهم نتيجة أية ممارسات تصدر منهم، فهتك الأعراض ونهب الممتلكات وتفجير المنازل والاغتيالات واختطاف الأبناء وتجويع الناس مصير من سيقف ضدهم وبالتالي فهم يعمدون إلى اتخاذ "التقية" كأسلوب للتعامل مع حركة الحوثي الإرهابية. سياسة "التقية" التي بها استطاعت الهاشمية السياسية اختطاف البلد وتدميره، وبها وعبرها سينتهي أمرهم من الداخل.
موافقة مجلس النواب لكل ما يأتي من الحوثة أراه شيئا إيجابيا، فالأساس أن ما حدث في صنعاء منذ سبتمبر 2014م لا سند قانوني له وبالتالي فباطل كل ما حدث ويحدث، وبالتالي فالإيجابية هنا تأتي فقط من زاوية إغراء الحوثة لطرح وإخراج كل أمانيهم المزمنة ومطالبهم المكبوتة وشبقهم غير السوي للسلطة والثروة والمطمور في أعماقهم منذ انبلاج ثورة الحياة والنور ثورة ال 26 من سبتمبر ١٩٦٢م.
الشعب اليمني يقف بكافة شرائحه وفئاته وأحزابه ضد مليشيات الحوثي الإيرانية وحتى أشدّ المدافعين عنهم من صنعاء هم مع الشعب ولا يوجد مع الحوثي إلا من جاء معه من صعدة كعقائديين، وقاتلوا معهم في حروبهم الست ضد الدولة في السابق، وتأكيداً لذلك نرى أن كل المواقع الهامة تُسلم لأولئك على حساب الحوثة من خارج صعدة، وحتى هاشميي بقية مناطق اليمن يظلون في نظر الحوثي درجة ثانية والقبائل درجة ثالثة ورابعة.
على كل، لا تقفوا عند ممارسات الحوثة في الداخل، فقط دعموا وساندوا الشرعية وقواتنا الوطنية ومقاومتنا البطلة وقوات حراس الجمهورية، فهم من سيعيدون لنا كرامة وعزة الوطن والمواطن.
*من صفحته بالفيس