طالعنا جميعاً الزيارات الميدانية التي يقوم بها رئيس الحكومة اليمنية احمد عبيد بن دغر ومعه الكثير من الوزراء، والتي تنقلوا فيها بين المحافظات الجنوبية والتحموا بأبناء الشعب في تلك المدن والمحافظات.
كما رافق تلك الزيارات صخبٌ إعلاميٌ مثيرٌ للجدل في كثيرٍ من الأحيان ولأسباب ٍ مختلفة، أهمها وأكثرها أنتشاراً واتساعاً ما حدث من كلامٍ وأفعال ومنشورات تابعت زيارة الحكومة الى جزيرة سقطرى والتي تعتبر درة جزر العالم وجوهرة اليمن المكنون.
وبغض النظر عما جال وصال من صهيلٍ للحروف عن تلك الزيارة وما رافقها من تحركات مختلفة واختلافات أدت الى تفاعل جماهيري وشعبي واسع حول الجزيرة ومكانتها وطبيعتها وتاريخها وأهلها وتبعيتها الروحية والجغرافية وما الى ذلك من كلامٍ اشتعل في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم نسج الكثير من قصص الخيال والتي كانت جميلة ً في مجملها وأجمل ما فيها هو ذلك التراص الشعبي مع الحكومة ومع الجزيرة السقطرية الآية في الجمال ، وذلك التراص حقيقة ً كان سببه هو صمود وقوة وصلابة شخصية رئيس الحكومة اليمنية احمد عبيد بن دغر الذي التحم مع قضيته ووطنه ورئيسه وابى أن يكون إمعة ً خاذلاً لقيادة التي وثقة به وحملته الأمانة، والشعب الذي ينتظر منه الكثير من أجل أن يخرج من محنته التي انهكته وهدمت مقدراته.
بدأ بن دغر الذي انظم الى موكب الشرعية بعد فترة ٍ ليست بالوجيزة من قيام ثورة التغير واستطاع ان ينجو بنفسه وشرفه من قبضة الحوثيين بعدما أدرك أن الحق له طرف ٌ واحد يمثله الرئيس هادي وأن الأطراف الأخرى لا تناطح من أجل الوطن ولكن من أجل السلطة والثروة.
كنا نراه قبل أيام يشارك أهالي سقطرى الرقص الشعبي في صورة تلاحم شعبي جماهيري حكومي فريد ، ويمكن من تلك اللحظة الفارقة أن يتم إعادة الثقة بين الحكومة وبين الشعب الذي تعب كثيراً وعانى وقاسى وما زال يتجرع من كأس الأسى أكواباً مرة .
بن دغر يعلم أن الضغوط كبيرة داخلياً وخارجاً وأن المسؤولية الملقاة على عاتقه ليست وبالهينة وأن التقوقع في مكانٍ واحدٍ بعيداً عن الشعب وهمومه لا يمكن أن يدخله التاريخ الا بصورةٍ هزيلة ضعيفةٍ مكسورة ٍلا تُسر حبيبٍ ولا تُسعدُ صديق، وهو يعلم أيضاً أن الأعمار بيد الله وأن واجبه الوطني يحتم عليه أن ينهض بحكومته وأن يضحي من أجل تقديم أفضل ما لديه هو وحكومته التي نأمل أن تكون يداً واحدةً من أجل مواجهة كل التحديات التي تعيق عودة الحياة الى كل المناطق المحررة والتي تشوه حقيقة التحرر من الوثنية والإرهاب الحوثي .
يتبقى الكثير والخطوات التي تمت جيدة وهي بداية الولوج الى الواقع الذي يجب أن يكون أفضل مما هو عليه، وتبقى تعز تنتظر منك الكثير أيها الحر اليماني وكل أبناء اليمن سيرفعون لك القبعات احتراماً وتقديراً وتوقيرا. وستبقى بين دفتي التاريخ شخصية يمنية أخلصت لوطنها فحفظها الوطن نموذجاً منيراً للرجولة والوفاء اليمني العظيم .
بوركت جهودكم ودمتم مخلصين .