فوجئ اليمنيون بخبر غريب نُشر في أحد المواقع الإخبارية يتحدث عن هجوم على رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام شنه أحد المسؤولين في الحكومة الشرعية !.
عبدالوهاب طواف السفير السابق في سوريا والمستشار الحالي لسفارة بلادنا في لندن هو الشخصية المعنية في الخبر والشخصية التي تحب الظهور ولفت الانتباه على حساب رموز الوطن حيث اتهم رئيس الوزراء بشكل فج وبمبررات واهية بالمناطقية والفساد والفشل في ادارة الحكومة بينما تناسى طوّاف أنه مسؤول ضمن حكومة بن دغر !.
لقد كشفت اتهامات طواف عن تناقضات عجيبة تدل على شخصية كاتبها، فقد عرف الرجل بمناطقيته وهو أول من تبنى قضية انفصال الشمال او ما يسمى بالحراك الشمالي وظل يردد ذلك لسنوات ثم يأتي بدون أي تعقل وبكل تبجح ويرمي الدكتور بن دغر بتهم باطلة لا تنطبق إلا على طواف نفسه.
كان من الصعوبة بمكان أن نقول - في السابق - إن هناك جهات مشبوهة وحاقدة على الدولة وعلى النظام وعلى شخص الدكتور بن دغر تقف خلف تلك الأباطيل التي ساقها طواف، إلا أن الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا تدفعنا للتأكيد على أن هناك جهات تدفع بهذا الاتجاه من خلال زبانيتها ومنهم طواف وآخرون وتروج لهم هنا وهناك.
وليس بخاف على أحد أن الدكتور بن دغر تعرض للمضايقات بسبب نبذه للمناطقية والحزبية في كل مواقفه وذلك غير خافٍ على أحد ولا يحتاج للكثير من البراهين وقد هوجم الدكتور شخصياً بسبب تعاطفه مع كل مناطق الجمهورية وطالبه دعاة الانفصال بالاستقالة وضايقوه في تحركاته بسبب مواقفه الوحدوية والوطنية التي لا تفرق بين مواطن وآخر بصرف النظر عن محافظته أو منطقته".
ان رئيس الوزراء، بمواقفه الناصعة، الواضحة، لا يحتاج إلى من يدافع عنه فيما يخص موضوع المناطقية، وليس أدل على ذلك من انتماءات الموظفين في مؤسسة رئاسة الوزراء حيث يمثلون كل مناطق الجمهورية شمالاً وجنوباً بما في ذلك محافظة صعدة التي منها الدكتور عمر مجلي مدير مكتب رئيس الوزراء شخصياً.
الغريب في الأمر ان يتم نشر اتهامات طواف في موقع شهير محسوب على الشرعية وعلى حزب منضوٍ تحت لواء الشرعية كما أن مالكه وكيل وزارة في الحكومة الشرعية تم تعيينه بقرار من الحكومة ذاتها فكيف يعقل أن ينشر ما يسيء لرأس الهرم في الحكومة ورمز من أبرز رموزها في المرحلة الصعبة والحرجة من تاريخها.
اليمنيون الذين لا تحركهم المناطقية البغيضة والحزبية المقيتة يعرفون تمام المعرفة ابتعاد رئيس الوزراء عن النظرة المناطقية ومقته للتعامل المناطقي بل ومجابهته لذلك في خطاباته الرسمية ومواقفه العلنية والشخصية وكتاباته ومنشوراته في وسائل التواصل التي يطلع عليها الناس بشكل يومي.
ويدرك اليمنيون الظروف التي تحيط بالحكومة عموماً والتي ظهر فيها رئيس الوزراء بمظهر الرجل الحكيم صاحب النظرة الثاقبة والحريص على مصالح البلد ومقدرات الشعب واقتصاده، وقد لمس الجميع حُزم المشاريع التنموية التي ارساها وافتتحها أو وضع حجر الأساس لها في المناطق المحررة رغم صعوبة الظرف وقلة ذات اليد.
ختاماً، يعلم الكثير، وسيعلم الجميع ذات يوم، أن التهم الموجهة لرئيس الوزراء لا تخدم إلا أعداء الوطن وأعداء الوحدة والجمهورية والنظام والقانون.. فهل تعقلون؟