نسرين عقلان
يناير.. عدن لن تنسى بن دغر!
السبت 26 يناير 2019 الساعة 16:45

 

قال الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه:(يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال).

مقولة استوقفتني ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى أحداث 28 يناير الدامية والتي كانت ستأخد عدن خاصة والجميع إلى منزلق خطير لا سمح الله، ومستنقع مليئ بالدماء البرئية للأسف.

نعم.. كانت العاصمة المؤقتة عدن والجنوب بأكلمه في مثل هذه الأيام على مهب الريح أو بالأدق على كف عفريت، نتيجة أكاذيب وحملات مغرضة استهدفت من كان يعمل بصمت ومسؤولية فاتحا بابه للجميع دون استثناء بلا عنصرية ولا مناطقية ولا حزبية.

استهدفت من فتح ذراعيه للجميع حتى لخصومه، بحكمة وصبر وحس عال بمسؤولية وطنية وفي ظروف صعبة حتمت عليه المضي بخطى واثقة لانتشال محافظات محررة اعتراها غبار البؤس وركام سنين من الحرمان، وقضت على بناها التحتية حرب غاشمة أكلت الأخضر واليابس.

لم يأبه الرجل بذلك، خرج للجميع حاملا معول البناء والإعمار والتنمية... وبدأ لتأسيس دولة من الصفر التهم الحوثي مؤسساتها وهيبتها على مرأى ومسمع.. جهد جبار وعمل حتى خارج ساعات الدوام، ولكن كل ذلك تفاجئ بمعول هدم من جديد، معول لم يرق له انجازات الرجل فأقام الدنيا ولم يقعدها ووصل به الجنون لأعلان حرب هيأت لها حملات تضليل وكم هائل من الشائعات بثته وسائل إعلام ذات دفع مسبق.

ونحن نعيش ذكرى هذه الحرب الملعونة، نتذكر رجل الدولة الشجاع رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي حافظ على عدن من الضياع بموقف وطني شهد له خصومه قبل مؤيديه، وشجاعة وإرادة وقيم نبيلة كانت حياته ستذهب رخيصة من أجلها، مقابل سيل من الطيش اللامسؤول المتغلف بالمصالح الشخصية والتي سرعان ما تبخر بعد ذلك ولم يبقى منه سوى رائحة كريهة أزكمت أنوف أبناء عدن.

ذكرى هذه الأيام تحتم علينا عدم نسيان بن دغر وموافقه الوطنية - الموقف تلو الموقف - في حقن دماء أبناء عدن والوقوف كحاجز صد أمام عواصف البعض للزج بهم لدائرة الفتن والتمزق والتشظي!

في هذه الأيام أقولها وأنا واثقة بأن خلفي أبناءها:
عدن لن تنساك يا بن دغر!
عدن لن تنساك يا بن دغر!

كن واثقا من ذلك.