باسم الحكيمي
بأدوات سياسية بن دغر يكرس حضور الدولة
الخميس 4 يناير 2018 الساعة 21:03

عام رابع يهل على اليمن ولا زال بين لحظتين ,واحدة تغرق في الحرب والدماء والمليشيات المسلحة واُخرى تتنفس الآمال العراض وتستشرف زمنا اخر غير الذي دمغ ايام اليمنيين قهرا وعربدة وقتلا وتشريدا على مدى سنوات ثلاث وجد فيها الشارع اليمني كل اشكال الجور والانتهاكات والمعاناة والمشاق والجوع والفقر والمرض.

نعم لا زال السلام بعيدا ولا زالت المليشيات توقد للحرب أغصانا طرية وتسكب في مواقدها مهج الشعب المنهك.

لكن المشهد المترنح يحاول أن يستقر بإيمان الأقوياء من أبناء اليمن الأقوياء بإرادتهم وثباتهم وصلابتهم وإيمانهم الراسخ باليمن الموحد وبشعبه الأقوياء بجهدهم ومثابرتهم وإصرارهم على استكمال تحرير البلاد من المليشيات وفي الوقت نفسه العمل على تكثيف حضور الدولة بمؤسساتها ودورها في خدمة اليمنيين وإستعادة عمل موسسات الحكومة واجهزتها في المناطق المحررة.

كان عام ٢٠١٧ المنصرم عاما تنازعت فيه الإرادات, إرادات عابثة حاولت بكل قوة وبأدوات مختلفة  تماهت في وقائع كثيرة مع أهداف مليشيات الحوثي كسر إرادة القيادة الشرعية وارادة قيادة الحكومة
ورغم الضغوط الهائلة على عاتق رئيس الحكومة وتكرار المحاولات المستميتة للاستهداف والافشال ليعلن الانسحاب من عدن رافعا راية الهزيمة بل ووصلت الى حد محاولة الاغتيال في محافظة لحج باستهداف موكبه وهو في طريقه لافتتاح مشروع كلية المجتمع لكن الرجل اظهر صلابة اليمني القوي وجدارة اليمني المتمرس وحكمة اليمني المجرب وتسامح أهل القلوب اللينة.


لم يرفع بن دغر راية بيضاء ولم يرفع راية الحرب التي ارادها البعض سعيا وراء احلام صغيرة مسكونة بهواجس انتقامية تعيش في لحظة غارقة بالصراع اسيرة الرغبة في الانتقام من كل شيء

سيحسب لبن دغر انه ناور بمقدرات بسيطة ولازال يفعل وبأدوات السياسية فحسب, عطل مشروعات أرادت مزيدا من الانقسام لليمن ونحى اجندات كانت تتصدر المشهد واخرس أصوات صاخبة ملأت عدن وغيرها ضجيجا كاذبا ولشدة صخبها وتكراره خُيل لها ولغيرها  انها الحقيقة الاولى وانها الثابت على الارض وان ما دونها هين لكن الزبد ذهب وما ينفع الناس كان ابقى  سعى باقتدار لتحسين الخدمات ولدفع الرواتب وللحفاظ على مصباح الكهرباء مضاءا ولإزالة الضغائن والاحقاد من الصدور المنتفخة ولتكريس الامن ومواجهة الانفلات,

انه رجل يدير حكومة تخوض حربا في اكثر من محور في مواجهة الانقلاب والقضاء على مليشيات خطفت الدولة واليمن وجلبت الدمار والحرب على البلد واهله ومواجهة  اخرى لا تقل أهمية ضد جماعات تمتهن الاستقواء بالسلاح والعصبية لعكس دفة التاريخ وحرباضد الارهاب وعناصره الظاهرة والمستترة ومواجهات مع المشكلات  الاقتصادية والسياسية والأمنية.

ليس سهلا ان تعيش زمن كهذا فكيف الحال من تولى ادارة مرحلة فيها  مسؤليات جسام فالمؤيدون يوجهون سهام النقد بحثا عن رواتب وخدمات تتسم بالقصور ومعارض يبحث عن الإثارة ويتعمد التحريضومتربص يدير المكائد والدسائس وعدو لا يتورع عن شيء.

ورغم ذلك سيسجل التاريخ ان د احمد عبيد بن دغر كان شخصية نادرة استطاعت ان تترجم توجهات القيادة الشرعية في اليمن بقيادة فخامة الرئيس هادي وادارة المرحله  بمهارة فائقة أفقد  مناوئيه القدرة على الفعل المؤثر وانتزع منهم أوراق الضغط واحدة تلو الاخرى وأوصلهم الى مرحلة انكشاف شاملة وأنعش حضور الدولة في الشارع اليمني.

وفي قراءة سريعة لحديثه الأربعاء في اجتماع الحكومة جرد حساب لابرز محطات الإنجاز في مختلف الملفات العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية, لكن اللافت ان الرجل تحدث بلغة واثقة مؤمنة ان هذا العام سيكون عام التحول الكبير في مسيرة الأداء  الحكومي منطلقا من ادراك واع لطبيعة المرحلة الراهنة واصرار القيادة على استكمال بناء الدولة ودفع اجهزتها لأداء  مهامها في خدمة المجتمع والعمل على اعادة الاعتبار لمنهج العمل الحكومي الجاد بدء بإعداد  موازنة عامة ولأول مرة منذ كارثة الانقلاب وضع بن دغر مسارات واضحة للمرحلة المقبلة ورسم منظورا وبرنامجا جادا  لاستعادة مكانة الدولة وتنحية كل المشاريع الصغيرة  واعلاءً لتوافقات اليمنيين على يمن جديد لا احتكار فيه لأحد للسلطة او الثروة.