يحضر الكبار عندما يغيب أصحاب القرار
همدان العليي
في بداية عام 2014، وفي الوقت الذي أسقطت فيه مليشيات الحوثي مديرية حوث، اجتمعت حكومة الوفاق الوطني برئاسة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة لمناقشة التصعيد الحوثي واجتياح مليشياته للمدن اليمنية. يومها استدعى باسندوة مستشاره حسن زيد (وهو قيادي حوثي) لكي يوضح لأعضاء مجلس الوزراء ما يحدث على تخوم مدينة عمران ونوايا وأبعاد التحركات الحوثية.
بدأ حسن زيد بتضليل أعضاء المجلس والقول بأن لدى الحوثيين مطالب مشروعة وأن الحكومة والرئاسة مطالبة باحتوائهم واستمر في سرد المبررات التي أشار إليها بهدف تخدير الحكومة تمهيدا للجريمة الحوثية الكبرى. وأثناء ما كان حسن زيد يسرد أكاذيبه، قاطعه وزراء في الحكومة واعترضوا على قانونية حضوره للجلسة، واعتبروا ذلك مخالفا لنظام المجلس ولائحته الداخلية كونه مستشاراً في رئاسة الوزراء ومشاركته في مثل هذا الاجتماع مخالفة قانونية، وطالبوا بمغادرته الاجتماع فورا، بل وهدد بعضهم بالمغادرة إذا لم يُغادر الحوثي حسن زيد الاجتماع. كان من أبرز هؤلاء الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، فقد كان حينها وزيرا للاتصالات.
وها هي المواقف الوطنية والشجاعة لهذا القائد تتكرر. يغيب الجميع أمام أحداث وأهوال يمر بها اليمن في الظرف الحالي الصعب، ويحضر أحمد عبيد بن دغر بالرغم من بعده عن مركز القرار، فيكتب المقالات ويسجل المواقف ويقدم النصيحة التي تؤكد حرصه على أمن وسلامة وجمهورية ووحدة هذا البلد. دائما يثبت لنا هذا الرجل بأننا أمام قائد من طراز رفيع، يعرف متى يتكلم، ومتى يسكت، ويدرك الأخطار المحدقة باليمن وبدول الإقليم، ويملك أدوات التعامل مع هذه المخاطر.
قائد متعافٍ من أحقاد الأحزاب ومكايدات المناطق والعصبيات والمذاهب.. قائد لا يتمنى الدمار والخراب لوطنه ثأرا لنفسه التي تعرضت للظلم والقهر مقابل وفائه لقضيته ووطنه.
لست ممن يتزلفون لمسؤول أو يطبلون لشيخ أو جنرال، فهو اليوم بعيد عن السلطة والمال، لكنه من السياسيين الذين يفرضون علينا احترامهم ورفع القبعات لهم.
أيها اليمني الحضرمي الوفي لوطنك وشعبك.. اليمن بحاجة لأمثالك.. فلا تغب كما غاب الآخرون.