سيف العسلي
"خُمس الحوثي" باطل شرعاً وفطرة واقتصاداً وسياسة
الاثنين 8 يونيو 2020 الساعة 23:45

​أمر جمع وصرف الأموال الذي أمر به الحوثي أمر جائر وباطل شرعا وعدلا وفطرة واقتصادا وسياسة لقد أظهر الله من خلاله مشروعهم الذي يقاتلون من أجله أنهم لا يقاتلون من أجل الوطن ولا من أجل الدين بل من أجل أنفسهم فتباً لمن انخدع بهم وقد ظهرت حقيقتهم جلية كما عكس ذلك هذا الأمر وغيره.

دعوهم يعبثوا كما يريدون ويتكبروا في الأرض بغير الحق ويطغوا فلماذا فقط بني هاشم وأين ذكر الله في القرآن هاشم وهل كان هاشم موجودا أم لا.. أقارب الرجل هم أبناؤه وأبوه وأمه وإخوانه فالرسول لا أبناء له وأبوه وأمه ماتا قبله ولا إخوان له فكان أولو القربى له بناته وزوجاته في حال حياته.
 
إلى الحوثيين ما أغباكم وما أقبحكم فإن كنتم تزعمون أن الخمس حق لبني هاشم فمن كان النبي رسول الله محمد أم هاشم؟! وما دخل هاشم بالدين، ثم أليس أبناء أبي لهب من بني هاشم فلماذا تحرمونهم، فإن كان أبوهم قد كفر فما ذنب ذريته فأبو طالب قد كفر!! نحن بالقرن الواحد والعشرين لن تحكموا اليمن بهذا الفكر .
 
فإن كان هاشم جد رسول الله فعبد مناف جد رسول الله، فلماذا لا يكونوا من اولي القربى وإسماعيل جد رسول الله وإبراهيم كذلك ونوح كذلك ام هو جد الجميع؟ إذاً فبنو آدم كلهم مشتركون فيه، ولذلك كانت الزكاة للجميع، فمن قال إن بني هاشم أو أحد منع منها فقط رسول الله كان عادلا فلم يسمح لأقاربه أن يستغلوا قرابته هكذا سجل الله لرسوله العدل المطلق قال تعالى في سورة التوبة (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ولو أنهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) فريضة من الله لكل بني آدم الذين تنطبق عليه هذه الحالات فلا فرق بين هاشمي أو غير هاشمي ولا بين عربي او غير عربي ولا بين مسلم او غير مسلم هذا هو حكم الله.
 
فإن كانوا يقولون ليس من المعقول الصعود إلى أعلى من حيث القرابة أي إلى اعتبار أن آدم من قرابة رسول، فإننا نقول لهم وبنفس المنطق إنه لا يمكن التنازل إلى أدنى فليس الحوثي من قرابة رسول، أولو القربى لرسول الله هم بناته وزوجاته فقط وهذا ما أجمع عليه الصحابة عندما طالب علي والعباس.
 
قال الله في سورة آل عمران (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)
 
أحكام الزكاة والفيء أحكام قطعية محكمة فلا تقبل الخلاف إلا لمن في قلبه زيغ أي مصلحة مثل الحوثي وهناك أحكام تقبل الجواز والمنع مثل القتال في سبيل الله في هذه الحالة فإنه من أجل الجواز فلا بد من قرينة في الواقع تبرر ذلك أو قرينة تمنع ذلك ويمكن أن يختلف الناس حتى تكون القرينة واضحة.

إن من ينظر إلى القران بتأمل وصبر سيجد أن معظمه محكم أي واضح ولا يختلف باختلاف الزمان والمكان وهذا هو معنى أم الكتاب أي أكثره وأن ما يختلف باختلاف الزمان والمكان هو محكم كذلك أي أنه محدد بحيث لا يلغي الثابت بل يفصله فمن كان في قلبه زيغ فإنه يتبع الأحاديث التي ألغت القرآن كله.