معمر الإرياني
المؤتمر.. حزب الوطن
السبت 22 أغسطس 2020 الساعة 23:51


تمر علينا الذكرى ال38  لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في الـ 24 من أغسطس 1982م وبلادنا وشعبنا وتنظيمنا الرائد يواجهون تحديات كبرى جراء التمرد والانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، ومحاولاته الخبيثة استهداف اليمن "أرضا وإنسانا، هوية وتاريخا، حاضرا ومستقبلا " وتحويل الأراضي اليمنية قاعدة لاستهداف دول الجوار وتنفيذ سياساته التدميرية ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وتهديد المصالح الدولية.

هذه التحديات والظروف الاستثنائية التي مرت بها بلادنا طيلة سنوات الحرب التي فجرها الانقلاب وما خلفته من ظروف "سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وإنسانية" صعبة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلد، أكدت للقاصي والداني أن المؤتمر الشعبي العام الذي قاد منذ تأسيسه التحولات الوطنية، ومسيرة البناء والتنمية والديمقراطية، وجسد مبدأ الشراكة السياسية بين كافة الأطياف الوطنية، هو محور ارتكاز في عملية بناء الدولة وإرساء الأمن والاستقرار، وصمام أمان العملية السياسية. 

كيف لا يكون ذلك والمؤتمر حزب وسطي، جذوره وطنية، ولد من رحم معاناة الناس، وجسد همومهم وتطلعاتهم، ويمتلك مخزون من القيادات الوطنية المجربة ورجال الدولة، وصاحب تجربة رائدة في العمل السياسي والحزبي، ولا ينكر دوره في المعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي إلا جاحد، وهذا بالطبع ليس تقليلا من شأن الأحزاب الأخرى التي أعلنت منذ اللحظة الأولى الاصطفاف خلف الشرعية الدستورية وكان ولا يزال لها دور وطني محوري في هذه المعركة.

وفي هذه المناسبة –ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام- أناشد قيادات وقواعد ومنتسبي المؤتمر في "المناطق المحررة، والخارج" لتوحيد وترتيب صفوفهم بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.. رئيس المؤتمر الشعبي العام، لاستعادة مكانة المؤتمر والنهوض بدوره الوطني والتاريخي في ظل ما تواجهه البلد من تحديات أبرزها مواجهة المشروع الإيراني وأداته الحوثية، وعدم ترك قواعد المؤتمر فريسة للاستقطاب والاجندات الداخلية والخارجية .

اوجه الدعوة الى اللذين يبدون مخاوفهم من تفرد طيف سياسي بالسلطة والبلد الى الاتجاه لدعم مسار توحيد المؤتمر الشعبي العام كعامل توازن في المشهد السياسي والديمقراطي، وأؤكد في نفس الوقت الى رفض مساعي إضعاف المكونات السياسية صاحبة التجربة والمشروع الوطني لصالح المشاريع الطائفية والمناطقية والمليشيا الحوثية التي تدور في فلك النظام الإيراني وسياساته التخريبية في المنطقة.

كما أدعو كافة المكونات السياسية والوطنية لطي صفحة الماضي وتجاوز كل الخلافات والاتجاه لفتح صفحة جديدة تجسد الشراكة الحقيقة التي يشارك فيها الجميع على قاعدة الثوابت الوطنية والعمل تحت راية الجمهورية اليمنية والقيادة السياسية الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، لمواجهة العدو المشترك الذي يستهدف اليمنيين دون تفريق بين انتماءاتهم السياسية والحزبية، وما زال يتربص بالجميع.

لقد أثبتت التجارب والأزمات التي مرت بها بلادنا في العقود الأخيرة أن البلد لا يحكم بالاستئثار والإقصاء والكيد السياسي، وان محاولات تهميش أي طرف من الأطراف السياسية أو استبعاده من المشهد كانت نتائجها استنزاف موارد البلد وتعطيل إمكانياته وقدراته وجلب المعاناة للمواطنين الذي دفع ثمنها الجميع دون تفريق.

وعلى الجميع إدراك حقيقة أن مرتزقة طهران "مليشيا الحوثي" هي المستفيد من استمرار الصراعات السياسية، وأن المخرج الوحيد هو توحيد الجهود تحت مظلة الشرعية الدستورية في معركة استعادة الدولة والخلاص من المليشيا الحوثية والتصدي للمشروع التوسعي الإيراني، والمضي في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وبناء اليمن الاتحادي الجديد الذي تسوده العدالة في توزيع السلطة والثروة وتحقيق الحكم الرشيد، فاليمن يتسع لجميع أبناءه.

وفي الاخير، لا يفوتنا في هذه المناسبة ان نوجه التحية والتقدير لكوادر وقواعد وانصار المؤتمر الشعبي العام في "المناطق المحررة، والخارج"، وفي مناطق سيطرة المليشيا الحوثية الذين يعانون الامرين من جرائم وانتهاكات المليشيا الإجرامية، ونؤكد أن العاصمة صنعاء لن تبقى مختطفة من ايران واذيالها، وبأن ساعة النصر تقترب.

كما نترحم على شهداء الوطن من ابطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمؤتمر الشعبي العام الذين بذلوا ارواحهم رخيصة فداء للوطن ودفاعا عن الثورة والجمهورية، ونطالب مليشيا الحوثي الاجرامية بإطلاق كافة الأسرى والمختطفين في معتقلاتها غير القانونية، وقيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام المغيبين منذ انتفاضة ديسمبر.