د.إيلان محمد عبدالحق
ذكرى تأسيس (المؤتمر) الهرم الشامخ
الأحد 23 أغسطس 2020 الساعة 11:26


ذكرى تأسيس هرم شامخ من أهرام العمل السياسي والوطني العظيم (المؤتمر الشعبي العام)، الذي يمثل حزباً وطنياً جامعاً لكل أبناء اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.

  إن شعور أبناء اليمن منذ عشرات العقود بل مئات السنين أنهم شعب واحد له كيانه وكرامته وسيادته على أرضه، والعيش فيها بحرية فكرية وسياسية تامة مثل لديهم حرية الانتماء، وجسد لديهم عوامل الوحدة اليمنية الخالدة والتي تحققت في 22 مايو 1990م، وقد كان لتلك السمات أثرها في حياة المجتمع اليمني حيث ربطت بين ماضيه وحاضره ومستقبله وواقعه.

وانسجمت أيضاً مع طبيعة تكوينه الاجتماعي، فارتبط ازدهار اليمن الحضاري وقامت بدورها في العالم القديم والحديث، مجسدة تلك السمات التي جعلت استقرار الأرض والإنسان داخلياً وخارجياً في ظل دولة قوية استمدت قوتها من المشاركة الشعبية والجماهيرية، واعتنت بحرية الفرد ونضج فكره السياسي ليبني مؤسسات دولة مكتملة الأركان، وتحسين وتنظيم كافة أنشطتها الاقتصادية، وإدارة أمورها الداخلية وعلاقتها بالدول والمجتمعات الأخرى.
  
إلا أن ذلك لم يرق لأعداء الوطن والإنسانية من الرجعيين والسلاليين حنيناً إلى الماضي المقيت، ليعيدوا بذلك عجلة التاريخ إلى الوراء وإعادة اليمن إلى عصور التخلف والعبودية والتفرقة المذهبية والعنصرية، كل ذلك لأجل أن تعيش تلك الجماعة في الترف والرخاء على حساب دمار الوطن ومعاناة أبنائه وحكم اليمن بعيداً عن المبادئ والقيم والأنظمة الدستورية والديمقراطية.

انقلاب جماعة الحوثي السلالية على النظام الجمهوري في سبتمبر 2014م، أدخل اليمن في حرب عبثية ودموية ما زالت مستمرة حتى اليوم، حرب دمرت كل شيء وقضت على كل مظاهر الحياة ومزقت النسيج الاجتماعي.

ولما كان أي فكر يصبح هلامياً وبعيداً عن استيعاب حقائق الواقع الحاضر ولم يستقر رأي متطلبات المستقبل إذا لم يقم بفرز التجارب الوطنية ويستفيد من تجارب الآخرين فقد نص (الميثاق الوطني) على أنه (لا بد لنا أن نستفيد من تجاربنا وتجارب الآخرين من خلال دراسة موضوعية لتلك التجارب ومعرفة الآثار السلبية لنزيلها ونتجنبها، والآثار اللا إيجابية لنقويها ونطورها).

وعليه يمكن القول إن الرجوع إلى (الميثاق الوطني) يشكل ضمانة للحيلولة دون الانحراف نحو هاوية الارتهان الفكري، وصمام أمان ضد محاولات الاستلاب السياسي الخارجي، ورغم مرور 38 عاماً على إقراره فإن أصالة أسسه ومضامينه وسلامة رؤاه وتصوراته للمستقبل لم تتأثر بتقادم العهد عليه، بدليل تعاظم التفاف جميع أبناء شعبنا حوله واجتذابه- مع مرور الوقت- للمزيد من القوى السياسية اليمنية التي تعتبره قاسماً مشتركاً لها يعكس مفاهيمها ويعبر عن أفكارها ويترجم طموحاتها وآمالها.
  
ولئن كانت الفترة الفاصلة بين وضع (الميثاق الوطني) وحتى الآن قد حفلت بتطورات هامة تمثلت في ما شهده الوطن من أحداث عظام ومتغيرات جسام وتحديات مصيرية ومنجزات ومكاسب وطنية بالغة الأهمية، فإنها قد أثبتت بالمثل قدرة شعبنا على التغلب على الصعاب والصمود في وجه المحن والأخطار وقهر المؤامرات والتفاعل مع المتغيرات الوطنية والدولية وتطويعها لصالح أهدافه وخدمة مصالحه وطموحاته.

 وما من شك في أن تسلحنا بالرؤى الواضحة التي يتضمنها ميثاقنا الوطني قد رفدنا بفيض من الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والفهم الواعي لكيفية معالجة ما يعتور طريقنا من التحديات وما يواجهنا من أزمات، ذلك لأنه رسم لنا بوضوح معالم الطريق وحدد لنا الخطى التي ينبغي علينا التزامها في سبيل تحقيق أهدافنا العاجلة والآجلة. 

لقد أثبتت التجارب والسنوات الماضية التي أتاحت لحزب المؤتمر الشعبي العام الوقوف بمسؤولية أمام شتى التطورات الهامة على الساحة اليمنية وحيال المكاسب الوطنية العظيمة التي تحققت لشعبنا، فهذه فرصة ذهبية أيضاً لهذا الحزب الوطني الكبير ليثبت للجميع بأنه قادر على استمراره على مواكبة كل التحولات والمستجدات في ضوء التجارب الماضية.

* عضو اللجنة الدائمة