الجرائم ذات الدوافع السياسية تتحول إلى جرائم ضد المجتمع وأفراده دون الحاجة لأي دافع.
الاقتحامات وتفجير المنازل والتعذيب والإخفاء والقتل داخل المعتقلات، بحق المتهمين السياسيين، لم تكن يوماً مجرد أدوات قمع سلطوية، كتلك المألوفة لدى كل سلطات القمع؛ إنها بالأدق جزءٌ من تكوين الشخصية الحوثية، فبدون هذا الكم من العنف لايكون الحوثي حوثياً.
إنها جماعة محاربة، ولدت من رحم الحرب، ونشأت وتطورت تحت غبارها، وبخلفية ثقافية توجب على تابعيها، كما في ملازم المؤسس حسين الحوثي، أن يلازموا بنادقهم حتى لو لم تكن هناك حرب.
جريمة اليوم المروعة في العدين (اقتحام منزل بعد منتصف الليل وضرب امرأة أمام أطفالها حتى الموت)، هي جريمة غريبة على المجتمع اليمني لكنها ليست غريبة من جماعة يكمن العنف الأعمى في الصميم من تكوينها النفسي.
ولا مكان هنا للاعتبارات الأخلاقية، كمراعاة الحرمات والعيب وما إلى ذلك، فبيوت المواطنين "خنادق" معادية: مسموح اقتحامها، في أي وقت، وفقا لقواعد الاشتباك العسكري، حتى لو كان "العدو" امرأة مصابة بفشل كلوي وطفلين نائمين إلى جوارها. وحتى لو كان الدافع البحث عن مطلوب بتهمة جنائية تافهة.
لافرق.
لقد أسسوا في صنعاء، بدافع التنوع في تصريف العنف، والاحتيال على أعراف المجتمع، قوة نسائية كي لا يعود انتهاك الحرمات انتهاكا للحرمات مادام من ينفذه متشحاً بالسواد!!.
لا تكترثوا لتعزيز قوانين العقوبات للتهم الدينية، الجاري هذه الأيام في صنعاء، الجماعة "المحاربة" تنفذ عقوباتها البشعة ضد مواطنيها، دون حاجة لقوانين.. أو تُهَم.
* من صفحة الكاتب في فيسبوك