لدى حسين بدر الدين تفسيره الخاص لواقع العالم وحركة التاريخ معاً، وهو التفسير النهائي الذي يشكل مجمل أيديولوجيا الجماعة ويرسم مجمل تصوراتها تجاه كل شيء حولها، بما في ذلك تصورها عن "الدولة".
يفسر المؤسس، في مئات السياقات داخل ملازمه، حركة التاريخ، بأنها فقط صراع بين بني اسرائيل وآل البيت، ولا شيء آخر..
أولاد علي وأبناء يعقوب.
كنموذج: في ملزمة "مسؤولية آل البيت" التي ألقاها كمحاضرة في مجموعة ممن وصفتهم الملزمة بآل البيت في "ضحيان"، يقول حسين عن اليهود انهم "الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وسحب البساط من تحت أقدامهم ليضعه تحت أقدام محمد وآل محمد، نزع الملك منهم ليعطيه محمد وآل محمد، نزع الحكم والنبوة منهم ليعطيها لمحمد وآل محمد".
عوام وبسطاء اليمن، وبفعل التنشئة الدينية، يجدون مجرد ذكر النبي او الرسول في هذا السياق مدعاة ليقعوا في فخ التصديق، بينما عمق الفخ هو توظيف النبي والإسلام ومعهما الله (تعالى) والقرآن الكريم، في دكان "العائلة"، وهو مالم يسبق أن حدث بهذا الصلف حتى في تاريخ التشيع نفسه (ولهذا الموضوع بحث آخر).
تصل الفكرة الفاسدة ذروة الوضوح والصراحة حين يخاطب المؤسس عصبيته بالقول:
" أهل البيت أصبحوا الآن آلافاً مؤلفة في اليمن وفي إيران والعراق والحجاز وفي مختلف بقاع الدنيا، لنتحدث عنا هنا في اليمن: آلاف مؤلفة (..) لكن لماذا يوم كان آل البيت أعداداً قليلة، أفراداً معدودين، كان الواحد منهم يبني أمة بأكملها، ويقيم حكومة إسلامية بكاملها؟!!"
لا يملك القوم أي دماغ يرسل أية ذبذبات عصبية تنبههم بأن "العصب" ليس كل شيء في الحياة، وأن حوالي سبعة مليارات نسمة حول الأرض غير معنيين بأي أرضٍ انجبت أم العائلة أبناءها "المقدسين"!
يوما ما، طال الزمن أم قصر (ان كانوا يحسبون انفسهم منتصرين الآن)، ستسقط الفكرة الفاسدة، والمحكوم عليها بالموت بمنطق الإنسان السوي، تحت أعقاب اليمنيين (وأعقاب الإنسانية بشكل عام) فساد الفكرة وفوقية أصحابها واحتقارهم لليمنيين، والخلط بين أنفسهم وبين الله ورسوله، كل ذلك يحمل في طياته نهاية مؤلمة.. وحقيقية، وسيدفع اليمنيون كلهم ثمن ذلك للأسف بمافيهم الهاشميون المغلوبون على أمرهم والذين تأكلهم الجماعة الآن لحما وسترميهم عظما.
من صفحة الكاتب على فيسبوك