تطهير الشرق الأوسط وبيت الإسلام" من المتطرفين ؟
الميثاق نيوز - لندن- في كتابه، الصادر أخيرا في لندن، أنفق المؤلف "إيد حسين" الكثير من الجهد في السرد والتحليل التاريخي للإسلام وتعاليمه، ثم في عرض ما يردده الإعلام وبعض الساسة الغربيين عن "التطرف والإرهاب الإسلاميين" في مختلف أنحاء العالم.
إيد هو أحد مؤسسي منظمة "كويليم" لمكافحة التطرف، ومقرها لندن. وكان مستشارا لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وزميلا بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي. وعُيِّن في عام 2014 عضوا في المجموعة الاستشارية لحرية الأديان في وزارة الخارجية البريطانية.
يطرح إيد وصفة مفصلة يراها فاعلة في مواجهة التطرف والمروجين له.
الشرق الأوسط هو هدف هذه الوصفة.
يرى المؤلف أن الدين، كما مارسه وطبقه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليس هو المشكلة كما يروج اليمين المعادي للإسلام في الغرب عموما. لكن المشكلة هي تجاهل طبيعة شعوب الشرق الأوسط وقمعها.
"شعوب الشرق الأوسط تتمتع بروح الأعمال الحرة"، يقول إيد في إشارة إلى حب العمل والمشروعات الاقتصادية والتجارية الحرة. فـ "القمع السياسي، والفقر، والتطرف، وسحق الكرامة، والإذلال والفساد منع هذه الشعوب من إدراك إمكاناتها الفعلية".
الربيع العربي " لم ينته"
ويُرجِع المؤلف السبب في تفجر ثورات الربيع العربي عام 2011 إلى هذا الوضع الكارثي، معبرا عن اعتقاده بأن "الاحتجاجات الحاشدة في 2011 كانت صرخة يائسة طلبا للمساعدة".
ورغم مرور أكثر من سبع سنوات على هذه الاحتجاجات، فإنه يرى أن "الربيع العربي لم ينته".
ويحذر إيد الغرب، وحكومات الشرق الأوسط، من أنه "ما لم نفهم ونستجب لمشاعر وأفكار شباب الشرق الأوسط، سيكون هناك مزيد من الفوضى والقتل الوحشي، اللذين سوف يأتيان في النهاية إلى الشوارع والأحياء في الغرب بضراوة أكبر".
وتفسير هذا التحذير هو أن "أجدادهم (شباب الشرق الأوسط) فشلوا في انتفاضات العشرينيات من القرن العشرين، وأخفق آباؤهم بعد انقلابات الخمسينيات من القرن". ويضيف: "هل فشلوا هم أيضا في 2011؟ ماذا سيفعل أطفالهم؟".
بالنسبة للعالم الخارجي، خاصة القريب من المنطقة، الذي يراقب ما يحدث، فإنه "لن يظل محصنا من الحرائق المنتشرة في منازل الجيران".
ماذا عن دور الإسلاميين في إزكاء هذه الحرائق؟
يجيب إيد "عدم الاستقرار والحكم غير الفعال في الشرق الأوسط، باعتباره المركز التاريخي والديني والعاطفي للعالم الإسلامي، يغذيان رواية المسلمين العالمية الغارقة في دور الضحية والفشل. ويضخِّم الإسلاميون حالة الخسارة هذه باستخدام شبكاتهم على وسائل الإعلام الاجتماعي والجامعات وأماكن العمل والمساجد. ويوفر هذا أرضية تفريخ مجندين سلفيين جهاديين، يلومون الغرب ويطلقون العنان للعنف الذي يبرره التفسير السلفي (للإسلام)، سعيا إلى النصر أو الشهادة".
وأمثل الطرق لمواجهة هذا الفكر هو سحب المبررات من أيدي السلفيين ذوي الرؤية الدينية المدمرة.
ويقول إيد إنه "لو أمكن (لهؤلاء المجندين) أن يتوقعوا، عبر تدمير النفس كمفجرين انتحاريين، وجود الكرامة في الحياة الأخرى، فإن جاذبية المهام الانتحارية سوف تستمر في الانتشار. فلأجل أي شيء يعيشون؟ فهم يرون الكبرياء والمجد فقط في الحياة الآخرة".
في عام 2007، أطلق إيد نفسه، في كتاب بعنوان "الإسلامي" صرخة تحذر من صعود التطرف الأيدولوجي والحنين إلى الخلافة بين الإسلاميين الذين يقودون الرأي العام المسلم العالمي. ويذكِّر المؤلف بهذه الصرخة قائلا إنه كان يتمنى أن يكون مخطئا لكن الواقع الحالي يؤكد توقعه.
ويضيف: "الغرب والمسلمون العاديون اليوم في مسار أكبر خطورة وتدميرا". ولذلك، فإن وقف هذا المسار يستدعي "أن ندرك جميعا أن اتجاه رحلتنا يجب أن يتغير، وإلا فإن البديل الآخر هو أن يقود هذا الوضع إلى مزيد من التدمير".
وفيما يتعلق بما يجب أن يحدث في الشرق الأوسط لوقف هذا المسار، يعتقد إيد بأن " الحكومات العربية التي في عمومها لا تطبق إصلاحات، وهي فاشلة في معظمها، لا يمكن أن تحفظ أمن الغرب وشعوبه من التهديدات المستقبلية".
ويدعو إلى "إنهاء حالة الشعور بالضعف وقلة الحيلة لدى العربي البسيط"، منبها إلى أن "الربيع العربي كان قويا لأنه منح الشعوب الجديدة قوة التفويض".
وينتقد الكتاب صراحة "ملء سجون العالم العربي بالإسلاميين والسلفيين.. وقمع حلفائنا العرب للمعارضين".
ويضيف "ندفع جميعا الثمن عبر التطرف المتزايد"، والجماهير العربية "لا يمكن أن تُقهر بهدف إجبارها على الإذعان من جانب الحكومات وجيوشها". فمثل هذا السلوك سوف يجعل "المنظمات الإرهابية تواصل التوالد مدعية أنها تريد استعادة الكرامة والشرف لشكل الإسلام الذي يتصورونه".
ويقول إيد "كلما تأخرنا وأجلنا واحتوينا أو أسكتنا الصرخة من أجل الكرامة والمشاركة في الحكم، كلما أصبحت صراعات الشرق الأوسط أكثر فوضى ودموية واستمرارية".
"الاستعمار الجديد"
ما هو المطلوب، إذن؟ يقترح الكتاب "استراتيجية بعيدة الأمد شاملة لتقطيع أوصال الشبكات العنكبوتية للحروب في المنطقة".
إن كان للغرب مصلحة أمنية وجودية في ذلك، فماذا بمقدور دوله أن تفعل؟. يقول إيد "لا يمكن أن نترك الأمور للشرق أوسطيين أنفسهم لأننا نخشى الإساءة (إلى دول المنطقة) أو مواجهة اتهامات بممارسة الاستعمار الجديد.. فما يحدث في المنطقة له تأثيره على الغرب".
وفي هذا السياق، يذكر الكاتب بأسلوب الغرب القديم الذي فشل في أن يحقق أهدافه. "فالتدخل الأوروبي والأمريكي المكثف، وفرض إقامة دول قومية على النموذج الغربي، وفرض امبراطورية، وحروب عالمية والليبرالية العلمانية والديكتاتوريات لم يعمل في هذا الجزء من العالم الذي يتسم بالإيمان بتراثه المحافظ من الإيمان".
والحل الذي يلائم الواقع الحالي والتطور العالمي هو أنه على الغرب أن "يسير على خط حذر بين التجاهل وبين تغذية النار"، وأن تتوقف الدول الغربية عن "اتباع سياسات تتجاهل الوقائع الملموسة". ويتمثل هذا الخط المقترح في "المساعدة جميعا في ترتيب نظام إقليمي والمساهمة في السلام والأمن العالميين".
يعول إيد حسين على دور الأزهر في بيان "مخالفة أفكار السلفية الجهادية للإسلام".
هذا يستدعي تغييرا حقيقيا في الشرق الأوسط استنادا إلى قاعدة تقول "إن دولة بدون وسائل إحداث بعض التغيير هي دولة بدون وسائل تحفظها".
يقول إيد إن "التغييرات التي سيحتاج إليها العالم المسلم في العموم، والشرق الأوسط بشكل خاص، هي من أجل الحفاظ على ماهو أفضل في مجتمعاته". ويعتقد بأن هذه التغييرات سوف "تساعد في رأب الخلافات المتزايدة وعلاج الحقد في العالم الإسلامي".
ويضع الكتاب هذه التغييرات في مشروع مقترح أبعاده هي: إنشاء اتحاد شرق أوسطي، وخطة مارشال مسلمة، وطرد المتطرفين العنيفين من "بيت الإسلام".
يعتبر المؤلف إنشاء اتحاد الشرق الأوسط مهمة عاجلة. وينطلق، في طرحه، من أن الهدف الأساسي هو منع الهجرة من المنطقة إلى أوروبا .
ويقول "هناك خطوات عاجلة يتعين أن نتخذها بالمشاركة مع الشرق الأوسط، وليس بالهيمنة عليه.. أولا نحتاج لأن نستجيب للدعوات الصادرة من المنطقة ونساعد في إنشاء اتحاد شرق أوسطي".
اقتراح السيسي
وتنطلق فكرة الاتحاد من مبدأ يقول "لا يمكن لدولة واحدة من الدول المعنية أن تحل مشكلاتها بمفردها".. والقاعدة يجب أن تكون بسيطة: نحتاج أن نواجه بشكل جماعي ما لا يمكن أن نواجهه فرادى".
وفي هذا السياق، يعطي الكتاب لاقتراح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن الأمن في المنطقة أهمية خاصة . ويقول "لقد دعا السيسي، معبرا عن إدراك كامل للتحديات الإقليمية وفي العديد من منعطفات التحول، إلى إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة".
ويضيف إيد إلى ذلك أن "اتحادا شرق أوسطي يمكنه أن يحمل المفتاح لرد أمني مشترك على تهديد الجهادية الإقليمية المشترك". ويشير إلى الدور المصري في ذلك قائلا "مصر تصف هذا (الرد الأمني المشترك) بأنه أحد أهم أدوات تكامل العالم العربي للدفاع عن قضايا الدول العربية".
ويضيف إيد إلى ذلك التكامل الاقتصادي في المنطقة. ويضرب مثالا بمنافع التكامل الاقتصادي في المنطقة بمصر وليبيا وتركيا. ويقول "مصر لديها عمالة قليلة التكلفة لكن عندها بطالة عالية بين الشباب. وليبيا المجاورة لديها فائض في رأس المال ومشروعات بنية تحتية هائلة وطلب نهم على العمال. ولدى تركيا الخبرة في بناء المطارات والجسور والطرق. هذه النقاط تحتاج إلى توصيلها ببعضها".
كيف سيكون وضع إسرائيل؟. يقترح إيد ألا تشارك في تأسيس الاتحاد. ويقول إنها يجب أن تكون "حليفا وشريكا تجاريا للاتحاد الإقليمي.. وفي النهاية عضوا به".
ويبشر دول المنطقة قائلا "إسرائيل مغناطيس يجذب المستثمرين العالميين، والسلام مع إسرائيل سوف يضمن انتشار رأس المال في أنحاء المنطقة".
رغم كل ما يقال الآن عن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، يشير إيد إلى استمرار تأثير أفكار التنظيم، محذرا من أن الانتظار سيؤدي إلى سيطرة هذا الفكر على الشرق الأوسط كله وتحويله إلى منطقة معادية للغرب.
ماذا عن الفلسطينيين؟ . كل ما اقترحه إيد هو حرية تنقلهم دون الإشارة إلى مصيرهم. ويقول "يجب أن يُسمح للفلسطينيين بالسفر والتجارة عبر الشرق الأوسط بدلا من المعاناة لمزيد من أجيال قادمة في مخيمات لجوء كمخزن تجنيد لحماس والجهاديين".
خطة مارشال "إسلامية"
وفي محاولة، على ما يبدو، للدفاع عن هجوم محتمل على فكرته بهذه الصيغة، يقول إيد إن "مفكري وزعماء المنطقة وجهوا على مدار قرن تقريبا دعوات للوحدة. لذا، فإن هذا ليس مشروعا غربيا".
وربما يشير هذا الطرح إلى تصور الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز عن "الشرق الأوسط الجديد" الذي طرحه عام 1994.
وفي هذا الكتاب طرح بيريز إنشاء "اقتصاد إقليمي" و"سوق إقليمية مشتركة" بمشاركة دول المنطقة خاصة الغنية والمجاورة لإسرائيل.
ويضرب إيد مثالا حديثا يدلل به على سعي زعماء المنطقة إلى الوحدة. ويقول "مثل هذه الدعوات الساعية إلى التعاون الإقليمي رددها الرئيس التركي السابق عبد الله جُل، وملك السعودية ورئيس الإمارات العربية المتحدة وعاهل الأردن".
مالم ينشأ هذا الاتحاد، ماذا سيكون البديل؟
هو شرق أوسط متطرف يشكله الإسلاميون، يجيب إيد، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يعمل بالفعل عبر الدول وتنتشر أيدولوجيته في أنحاء العالم وليس الشرق الأوسط فقط.
ويتساءل "هل سينتظر الغرب حتى يكون الإسلاميون والراديكاليون أقوى بما يكفي لإنشاء شرق أوسط وفق تصورههم هم، شرق أوسط معاد لبقيتنا كلنا، أم أنه سيساعد شركاءه في الحكم بالشرق الأوسط لتسخير هذا الزخم من أجل وحدة أكبر؟.
التعاون السياسي والأمني الأوثق في الشرق الأوسط ليس كافيا لإنقاذ المنطقة والعالم من التهديدات، كما يقول إيد، الذي يؤكد أن "التكامل الاقتصادي ضروري لتحقيق رخاء وتلبية تطلعات الأجيال الناشئة".
يعتبر إيد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في 6 أكتوبر/تشرين أول عام 1981 بداية "تحول تهديد الخوارج من مشكلة مصرية إلى تهديد أمني عالمي".
وهنا ينتقل إلى ما يسميه "خطة مارشال إسلامية".
وعلى سبيل المقارنة ذات المغزى، يشير الكتاب إلى أن الغرب خاض حروبا متعددة في الشرق الأوسط بتكلفة باهظة للغاية، وأكبرها حرب العراق التي كلفت أمريكا تريليوني (ألفي مليار) دولار، غير أن أحدا لم يفكر في خطة لإعادة البناء الاقتصادي للمنطقة التي تضررت من الحرب.
يحتاج الشرق الأوسط إلى مثل هذه الخطة التي يعتبرها إيد "متأخرة للغاية وباتت عاجلة ويمكنها أن تساعد في تمويل وتسهيل اتحاد شرق أوسطي".
ويعود الكتاب إلى نموذج الاتحاد الأوروبي حيث تساعد دوله الغنية دوله الأخرى الفقيرة، ويدعو إلى أن يحذو الاتحاد الشرق أوسطي المقترح حذو الأوروبيين. ويقول "كما أن ألمانيا وبريطانيا تدفعان فاتورة دعم أعضاء الاتحاد الأوروبي الأفقر، فإنه يجب على الدول العربية ذات الناتج الإجمالي الأعلى أن تشرك مصر والأردن وسوريا والدول الأخرى الأفقر في مواردها".
قمة في مكة
كيف يمكن التعامل مع التطرف والإرهاب في هذا السياق؟.
طرد أصحاب هذا الفكر من "بيت الإسلام" هو ، حسب إيد، الحل والضلع الثالث في المشروع المقترح لإنقاذ الشرق الأوسط.
يصف المؤلف "بيت الإسلام" بأنه "مشتعل بالحريق" ويقول إن "الحرائق المتعمدة بهدف التخريب لا تزال حية" في المنطقة. وحتى إن تمكن الجيران من توفير المياه لإخماد الحريق، فإنه "يجب على المسلمين أيضا أن يطردوا مفجري الحرائق من بينهم".
ويرى أنه "لم يعد كافيا فقط أن ندين الإرهاب. فالمسلمون لا يستحقون الإشادة أو الاعتراف الخاص لمجرد التنديد بالقتلة. فهذا أقل، وليس أكثر، ما يمكننا فعله. فمقياس الحضارة ليس بهذا التدني".
والحل برأيه هو "أننا نحتاج إلى تطهير مساجدنا ودور نشرنا ومدارسنا ومواقعنا الالكترونية ومحطاتنا التليفزيونية الفضائية ومؤسساتنا الدينية من تأثيرات الجهادية السلفية. فما لم نفعل ذلك، فإن الخوف من الإسلام سوف يستمر في الصعود ولا يمكننا الشكوى عندما يفترض الغرب مرارا أن المسلمين محل شبهة. ويضيف أنه مالم نفعل ذلك "لا يمكننا أن ندعي بصدقية أنه لا علاقة لهم بنا.. فالمحزن أنهم يأتون من بيننا".
يتبنى الرئيس المصري مشروع "تجديد الخطاب الديني" الذي يحمله مسؤولية كبيرة عن التطرف الفكري في العالم الإسلامي.
ويشير إيد إلى أن "الإسلاميين والسلفيين يسعون لقمع أفكار التعايش ليس مع إسرائيل فقط ولكن أيضا مع المسلمين الآخرين خاصة المؤمنين بالإسلام الشيعي".
وهذا سبب آخر يدعو الكاتب إلى الإصرار على طرد السلفيين الجهاديين من بيت الإسلام لأنه "لم يطرد الإسلام السني قتلة الشيعة، فإنه سيواصل السماح للجهاديين السلفيين بالادعاء بأنهم يتصرفون باسم الإسلام السني، ويواصلون تغذية جحيم الصدامات السنية- الشيعية في الشرق الأوسط".
كيف يمكن أن يحدث ذلك عمليا؟. ينصح إيد "بإصدار إعلان عالمي من جانب حكومات كل الدول الإسلامية وزعمائها الإسلاميين بالبراءة من قطاع الطرق الدينيين هؤلاء باعتبارهم كفرة". ويجب أن يبدأ تنفيذ هذا الاقتراح "بعقد قمة في مكة ثم رفع الأصوات في العواصم المسلمة خلال فترة محددة".
هذه الخطوة متأخرة لكنها ضرورية، في رأي الكاتب الذي يتساءل: متى سيكون لدى المزيد من الحكومات والزعماء المسلمين مرة أخرى الشجاعة لقول إن الجهاديين السلفيين كفار وخارج حظيرة الإسلام؟.
إذا كان الهدف هو تكفير هؤلاء ومن ثم سحب الحجج من أيديهم حتى لا يجندوا آخرين، فكيف يمكن التصرف معهم؟
يعتقد إيد بأن "قتلهم لن يحل المشكلة. فهذا مجرد تعامل مع العرض الظاهر لمرض"، ثم يلوم الذين سمحوا لهؤلاء بالبقاء في حظيرة الإسلام بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981، فهذا "حول تهديد الخوارج من مشكلة مصرية إلى تهديد أمني عالمي.. ويجب أن تنتهي هذه السياسة الفاشلة وإلا، فإنه خلال قرن، سوف يجذب تطرف الخوارج الملايين من التابعين الآخرين في داخل العالم الإسلامي وخارجه".
ويخلص الكاتب إلى أن "الأردن وبريطانيا وتركيا ومصر وأمريكا قد أعلنوا الموقف معتبرين المتطرفين خوارج ومرتدين، لكن لا يزال المزيد من حكومات وعلماء المسلمين في مواقع القيادة بحاجة إلى التنظيم والتعبئة والتحدث، ثم اتخاذ تدابير فعالة لإنكار كل التبريرات الإسلامية والنصية الوهمية للجهادية السلفية".
وينهي إيد كتابه بأنه يمكن تحقيق اختلاف في حياتنا كمسلمين وإنشاء تحالفات سلمية في العالم الإسلامي. وكي نحقق ذلك، فإنه "يجب أن نحوِّل اهتمامنا العاجل إلى معركة الأفكار التي تدور رحاها في أنحاء الشرق الأوسط".