هذه الفئات هي الأكثر ممارسة للكذب في العالم؟ تعرف على صفاتهم!!
ترجمة عبدالاله مجيد
لندن: يستهل الفيلسوف الأميركي هاري فرانكفورت كتابه "في الهراء" الذي كان من أكثر الكتب مبيعاً حين صدر عام 2005 بالإشارة إلى كثرة ما نسمع من كذب وهذر ثم يعترف بأن الجميع مسؤولون عن ذلك.
وفي دراسة جديدة الآن يقول علماء إنهم توصلوا الى معرفة أكبر ممارسي هذا الفن الخبيث. وتكشف دراستهم التي شملت 40 الف مراهق ان الصبيان وذوي الأصول الغنية والشمال أميركيين بصفة خاصة يتصدرون قائمة الكذابين، كما افادت صحيفة الغارديان في تقرير عن الدراسة.
وعلى مستوى العالم الناطق بالانكليزية فإن الاسكتلنديين والشمال إيرلنديين هم الأقل كذباً فيما يأتي الانكليز في وسط القائمة، بحسب الدراسة التي شملت مراهقين في سن الخامسة عشرة من العالم الناطق بالانكليزية، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا وانكلترا واسكتلندا وايرلندا الشمالية وايرلندا.
ونقلت صحيفة الغارديان عن جون جريم رئيس فريق الباحثين من كلية لندن الجامعية قوله "ان كل واحد يعرف الشخص الذي يقول هراء ولكن لم تكن هناك دراسات تُذكر في هذا المجال وبالتحديد عن الصفات النفسية التي يشترك بها الكذابون".
تضمنت الدراسة تحليل بيانات جمعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتقييم مستوى مراهقين من أنحاء العالم في مواضيع مدرسية أساسية.
ويطلب أحد الأسئلة من المراهقون أن يحددوا درجة معرفتهم بستة عشر مفهوماً اساسياً في الرياضيات مثل المتجهات والدالات الرباعية والأشكال المتطابقة ولكن العلماء دسوا بين المفاهيم الصحيحة ثلاثة مفاهيم كاذبة.
وأعد الباحثون مقياساً للكذب على أساس إجابات الطلبة عن المفاهيم الثلاثة الكاذبة ثم استخدموها لمقارنة فئات مختلفة مثل البنات والبنين وأطفال العائلات الغنية وذوي الأصول المتواضعة والمناطق التي يعيشون فيها.
وقال جريم ان الصبيان كذابون أكبر من الصبايا واطفال العائلات ذات المكانة الاقتصادية الاجتماعية العالية يميلون الى الكذب أكثر من أطفال العائلات الفقيرة وطلاب أميركا الشمالية هم الأكثر ممارسة للكذب من كل الآخرين.
ولا يعرف العلماء سبب هذه الاختلافات ولكنهم يتكهنون بأن للثقافة دوراً في ذلك. وقال رئيس فريق العلماء جريم ان الصبيان والأطفال الذين ينتمون الى عائلات ميسورة يخافون من الاعتراف بالجهل أو يشعرون بثقة أكبر بتمرير كذبتهم والافلات من كشف المبالغة بمستوى معرفتهم الحقيقي.
وقال جون بيتروتشيلي وهو عالم نفسي من جامعة ويك فوريست في ولاية نورث كارولاينا ولم يشارك في الدراسة "ان البعض قد يكذب أكثر من البعض الآخر ولكننا جميعاً نكذب".
وأضاف "أن البشر حيوانات اجتماعية ونحن نرغب في اكتساب مشاعر الارتباط والانتماء والمشاركة فنحاول المساهمة حين يكون من المهم بناء هذه العلاقات والحفاظ عليها. ومثل هذه المواقف تتطلب منا أحياناً أن نتحدث عن اشياء في الحقيقة لا نعرف شيئاً عنها، وما يخرج منا يكون هراء".
ولاحظ جريم أن من الأسئلة الكبيرة المطروحة على الباحثين هي ما إذا كان فن الكذب مفيداً ومتى يكون مفيداً. وأشار إلى أن كل من يتقدم على وظيفة يواجه سؤالا لا يستطيع الاجابة عنه خلال المقابلة. وإذا كان المتقدم على الوظيفة يجيد الكذب فان ذلك قد يساعده على تحسين فرص نجاحه في المقابلة. وقد يكون الكذب مفيداً للحصول على منحة دراسية مثلا.