العراق يستعيد من واشنطن الآلاف من قطعه الأثرية المنهوبة
الميثاق نيوز - كُشف النقاب اليوم في بغداد عن قرب استعادة العراق لحوالي 5 آلاف و500 قطعة أثرية و10 آلاف رقيم طيني من الولايات المتحدة إضافة إلى استعادة 22 عملاً متحفياً إلى المتحف الوطني العراقي للفن الحديث بعد تعرضها للسرقة خلال الأحداث التي أعقبت الحرب عام 2003.
وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي عبد الأمير الحمداني خلال اجتماع لهيئة الرأي في وزارته، إنه سيزور قريبا الولايات المتحدة لإسترداد 5500 قطعة أثرية من شركة هوبي لوبي و10 الآف رقيم طيني مستردة من جامعة كورنيل إضافة إلى قطع أثرية مستردة من جامعة بنسلفانيا.
وأوضح أنه خلال زيارته الاخيرة إلى الكويت قبل ايام وقع مذكرة تفاهم مع وزير الإعلام الكويتي لاسترداد الممتلكات الثقافية والتفاوض على العديد من المشاريع ومنها إقامة نشاط مشترك مثل مؤتمر الأسبوع الثقافي العراقي خلال شهر اكتوبر المقبل وتوقيع مذكرة تفاهم مع تركيا لاسترداد الآثار العراقية الموجودة في متحف تاهاي التركي، وكذلك مع لبنان ومتحف نابو اللبناني لامتلاكه قطعاً أثرية ولوحات فنية.
خبراء إيرانيون يرممون إيوان كسرى جنوب بغداد
وأشار الحمداني إلى أن الجانب الإيراني سيبعث وفداً هندسياً إلى العراق لصيانة "إيوان كسرى" يضم خبراء في مجال صيانة الأبنية الطينية المشيدة بالطابوق واللبان.
وإيوان كسرى المعروف لدى العراق بطاق كسرى بناء بُني بأمر من أحد ملوك أسرة الساسانيين عام 550 للميلاد بطول مائة ذراع وعرض خمسين.. وقد ارتج وسقطت منه أربع عشرة شرفة في الليلة التي ولد فيها النبي محمد وحوّله المسلمون بعد فتح المدائن إلى مصلى وتشير المعلومات إلى أنّ اسرة الساسانيين هذه قد حكمت إيران والامبراطورية الفارسية منذ القرن الثالث الميلادي حتى منتصف القرن السابع الميلادي حين قضى عليها العرب المسلمون عند فتحهم لإيران.
ويقع إيوان كسرى على بُعد أربعين كيلومتراً تقريباً جنوب بغداد بالقرب من قضاء سلمان باك الذي دفن فيه الصحابي سلمان الفارسي.
مفاوضات مع قطر
وأشار الحمداني إلى أنّ وزارته تتفاوض مع قطر بشأن صندوق تنمية قطر لدعم مشروع المسارح ومشروع النشر المشترك لدعم دار الشؤون الثقافية العراقية ودار الثقافة والنشر الكردية لتزويدهما بمطابع.
وبين انه سيتم تنظيم احتفالية لعرض هذه الأعمال المستلمة التي سرقت من المتحف بعد إحداث 2003 ووجدت عند عدد من الأشخاص الذين احتفظوا بها طيلة الفترة السابقة. مؤكدا استعادة أكثر من 600 عمل فني بجهود استثنائية من قبل دائرة الفنون وعدد من الفنانين وبجهود شخصية لشعورهم العالي بالمسؤولية.
واوضح أن "عدد اللوحات التي تمتلكها الدائرة يبلغ 3259 لوحة مشيراً إلى "وجود فكرة لإعادة تأهيل مخزن الأعمال الفنية وفق المواصفات العالمية من حيث طريقة الخزن والإضاءة وأيضا الرطوبة ودرجة الحرارة، وهو امر مستخدم في جميع دول العالم وتم إهماله في العراق بشكل كبير بسبب الظروف التي تعاني منها البلاد.
ومن جانبه، حذر مدير المتحف الوطني للفن الحديث علي الدليمي من ان عملية التأطير التي من الممكن أن تحافظ على اللوحة متوقفة أيضاً بسبب التقشف الحاصل في الوزارة.. مشيراً إلى أن "آخر تأطير حدث هو من قبل الفنانة ملاك جميل رئيسة جمعية كهرمانة بالتعاون مع السفارة الايطالية لـ 130 عملاً فنيا.. مشيرا إلى أنّ الأعمال المعروضة في المتحف الوطني للفن الحديث حاليا لا توافق عملية عرضها شروط الحماية والمحافظة على اللوحة من ناحية الإضاءة والتكيف والتهوية والارتفاع للسقوف، موضحا ان عدد الأعمال المتحفية يصل إلى ما يقارب 800 ألف عمل ابداعي مهداة إلى الوزارة من عدد من الفنانين.
سرقة 15 ألف قطعة أثرية من المتحف الوطني خلال 36 ساعة
يذكر أن اثار العراق قد تعرضت لعمليات نهب وتدمير بعد سقوط النظام العراقي السابق في التاسع من ابريل عام 2003 حين اقتحمت في اليوم التالي أول مجموعة من اللصوص المتحف الوطني العراقي في العاصمة، حيث كان الموظفون قد أخلوا أماكن عملهم قبل يومين، وذلك قبل أن تتقدم القوات الأميركية إلى بغداد وتعرّض المتحف عمليا للنهب على مدار 36 ساعة التالية إلى أن عاد الموظفون.
فبينما تمكن الموظفون الذين أظهروا شجاعة هائلة من نقل وتخزين 8366 قطعة أثرية بأمان قبل نهبها جرى الاستيلاء على حوالي 15000 قطعة خلال الـ36 ساعة. ورغم استعادة 7000 قطعة لحد الان لا يزال هناك ما يزيد على 8000 قطعة مفقودة من بينها قطع أثرية تعود لآلاف السنين من بعض أقدم المواقع في الشرق الأوسط.
وتُعتبر عملية النهب واحدة من أسوأ أعمال التخريب الثقافي في العصور الحديثة، إلا أن المزيد من تاريخ العراق الثقافي الثري تعرض للتدمير والإتلاف والسرقة خلال السنوات التالية وحيث تتزايد التجارة غير المشروعة في الآثار المنهوبة ومن بين القطع المسروقة جرى استعادة ما يزيد قليلا على النصف فقط.
وقد اعيد افتتاح المتحف في عام 2014 وهو يبدو إلى حد ما مجرد طيف لما كان عليه في السابق.
وقاد الغضب العالمي إزاء أعمال النهب بالفعل إلى إجراءات فورية، وكان من أنجح برامج العفو الذي منحته السلطات العراقية والذي أدى إلى إعادة 2000 قطعة تقريبا بحلول يناير عام 2004 بالإضافة إلى ألف قطعة أخرى حصل عليها المحققون العراقيون والأميركيون.
وكانت عمليات الإعادة الأولية محلية إلى حد كبير ومن بين النجاحات الأولى استعادة سيدة الوركاء الشهيرة التي تعود إلى حوالي 3100 قبل الميلاد، واستعادها المحققون من مزرعة بعد ورود بلاغ بذلك.
كما جرى إعادة قطع أخرى إلى الوطن بعد إجراء تحقيقات دولية حيث أن عددا هائلا من القطع قد نُقل إلى الخارج عبر لندن ونيويورك في أعقاب ذلك مثل تمثال سرجون الثاني ملك آشور الذي ضُبط في نيويورك عام 2008 وأُعيد إلى المتحف عام 2015.