طالبت الحكومة اليمنية مجلس الأمن الدولي، بعقد جلسة خاصة لمناقشة ما وصفتها بالاعتداءات والتدخلات الإماراتية في اليمن. وأدانت الحكومة اليمنية الشرعية ما وصفته “بالعدوان الإماراتي الصريح، الرامي إلى منع الشرعية من بسط سيادتها الكاملة على أرضها”، وقالت إن “استمرار الإمارات في تزويد ما يسمى المجلس الانتقالي بالأسلحة الثقيلة، يعد إصرارا على تقويض الشرعية”.
وأشار المندوب اليمني إلى أن بلاده “تحتفظ بكامل حقها في الدفاع عن نفسها أمام الاعتداءات الإماراتية والمليشيات الموالية لها”، كما دعا السعودية إلى ممارسة دورها بصفتها قائدا في التحالف، “لوقف التصعيد العسكري الأخير ضد الشرعية”.
في المقابل، أكدت الإمارات احتفاظها بحق الدفاع عن النفس، والرد على التهديدات الموجهة لقوات التحالف العربي، “بعدما قامت التنظيمات الإرهابية بزيادة وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين، الأمر الذي أدى إلى تهديد مباشر لأمن هذه القوات، واستدعى استهداف المليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة”.
وأوضحت الخارجية الإماراتية في بيان، تعقيبا على بيان الخارجية اليمنية، أنه ووفقا لقواعد الاشتباك المبنية على اتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني، بتاريخ 28 و29 أغسطس، فإن عملية الاستهداف تمت بناء على معلومات ميدانية، مؤكدة أن المليشيات الإرهابية تستهدف عناصر التحالف، الأمر الذي تطلب ردا مباشرا لتجنيب القوات أي تهديد عسكري، وقد تم تنفيذ الضربات بشكل محدد.
وأشار البيان إلى أن استهداف قوات التحالف تم عبر مجاميع مسلحة تقودها عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية، هاجمت قوات التحالف العربي في مطار عدن مما نتج عنه إصابة عنصرين من عناصر قوات التحالف، وعليه تم استخدام حق الدفاع عن النفس لحماية القوات وضمان أمنها، إذ تم متابعة هذه المجاميع المسلحة واستهدافها.
من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أن الحوار بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي هو المخرج من الأزمة في اليمن.
وأضاف قرقاش على “تويتر” أن “البيان الإماراتي ضد الإرهاب وحماية قوات التحالف حازم، والأهم القناعة الواضحة بأن الحوار والتواصل بين الحكومة والانتقالي عبر المبادرة السعودية هو المخرج للأزمة، لمن فقد البوصلة نذكر بأن حشد الجهود ضد الانقلاب الحوثي هو الهدف وحوار جدّة المقترح هو السبيل”. وتابع “الحوار الداخلي، وليس الاقتتال، هو السبيل الوحيد لحل الاختلافات اليمنية الداخلية، وشتان بين من يختلف في سبيل مصلحة وطنه وطرق توفير الحياة الكريمة للمواطن اليمني، وبين من يقاتل اليمنيين اصل العرب تقرباً وتزلفاً لولاية الفقيه ومشروع النظام الإيراني الإرهابي في المنطقة”.
وفي موسكو، أعربت الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تطور الأوضاع في اليمن، داعية أطراف النزاع إلى ضبط النفس، وقالت إن الأولوية الآن لوقف الأعمال القتالية، وإن تصاعد المواجهة المسلحة جنوب اليمن وانتقالها إلى مرحلة خطيرة جديدة، محفوف بعواقب سلبية على اليمن والأمن الإقليمي. وأضافت أن تقسيم البلاد وتسخين المواجهة يصبان في صالح الجماعات الإرهابية التي تسيطر على ثلث اليمن.
في غضون ذلك، استغلت التنظيمات الإرهابية الأوضاع الراهنة في الجنوب اليمني لتعيد تشكيل نفسها، وتتسلل إلى الأماكن المحررة، وتشن هجمات بقصد زعزعة الاستقرار، حيث استهدف هجومان العاصمة المؤقتة عدن، فصلت بينهما دقائق.
واستهدف الهجوم الأول قائد قوات “الحزام الأمني” في عدن وضاح عمر، لكنه نجا من محاولة الاغتيال.
أما الهجوم الثاني، الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فاستهدف دورية لقوات “الحزام الأمني” في منطقة الكرّاع بمديرية دار سعد، شمال عدن، ونفذ الهجوم انتحاري يقود دراجة نارية مفخخة وحزام ناسف، وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي.