اتفاق بين السعودية وروسيا لايقاف الحرب هل يكتب له النجاح؟
الجمعة 3 ابريل 2020 الساعة 22:45
موقع الحرة

"خفض عشرة ملايين برميل يوميا هو تحصيل حاصل.. ولن يغير السوق بشكل كبير"، إذا ما تم اتفاق بين السعودية وروسيا على هذا الحد، يوضح الخبير النفطي أنس الحجي في حديثه مع "موقع الحرة". 

فبعد شهر من بداية حرب النفط السعودية الروسية، أدت إلى انخفاض كبير للأسعار والتأثير على البلدان المصدرة للنفط، يبدو أن نهاية الأزمة باتت تلوح في الأفق بعد تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحلها، لكن نهاية الحرب لا يعني أن تعود الأسعار  إلى ما كانت عليه بحسب الحجي. 

وتسارعت الخطى خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة لوقف التصعيد الذي تزايد خلال الأيام الأخيرة مع البدء الفعلي لإغراق السوق العالمي بالنفط الخليجي والذي يشهد بالفعل فائضا كبيرا نتيجة تراخي الأسواق بفعل تفشي وباء كورونا وتوقف الكثير من المصانع عن العمل. 

وتواصل ترامب مع زعيمي السعودية وروسيا الأسبوع الجاري كما أنه يجتمع ظهر الجمعة مع الرؤساء التنفيذيين لشركات الطاقة الأميركية لبحث أثر  انخفاض الأسعار والطلب على المنتجات  النفطية بسبب أزمة كورونا، بينما دعت السعودية إلى اجتماع طارئ للدول المصدرة للنفط "أوبك" الإثنين، بعد أن كانت تعارض فكرة الاجتماع في خضم حربها مع روسيا. 

وقال الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية سامح راشد لـ"موقع الحرة" إن تدخل ترامب يأتي من منطلق قلقه على آلاف العاملين في حقول النفط الأميركية. 

كيف بدأت الحرب؟ 
انتهى اجتماع الدول المصدرة للنفط "أوبك" في بداية الشهر الماضي دون التوصل إلى اتفاق حول مقدار التخفيض في الإنتاج الذي اقترحته السعودية، والذي كان يصل إلى مليون ونصف المليون برميل في اليوم من إنتاج المنظمة، حتى لا يؤدي انتشار الفيروس إلى تقويض ما تم التوصل إليه عام 2017 للحفاظ على أسعار مستقرة في سوق تشهد فائضا في الانتاج، لكن روسيا رفضت خفض الإنتاج. 

ولجأت السعودية إلى اتجاه معاكس، فبدأت حربا مع روسيا من خلال زيادة معدلات إنتاجها من النفط، الأمر الذي أدى إل زيادة عالمية في الانتاج بين 3 و 4 ملايين يوميا، أغلبها من دول الخليج وروسيا، بحسب الخبير النفطي أنس الحجي. 

"تدمير قطاع النفط"
ومع مرور الوقت خسر برميل النفط الواحد أكثر من 50 في المئة من سعره قبل بداية الأزمة، ووصل إلى نحو 24 دولارا في المتوسط. 

وبحسب موقع الطاقة فإن تدني أسعار النفط "دفع وزارة المالية الروسية إلى مدّخرات صندوق الثروة الوطني لتغطية العجز، كما أن التقارير والأرقام تؤكد تؤكّد أن الموازنة السعودية واقتصاد المملكة سيخسران كثيرا جراء الولوج في حرب حصص وأسعار، إلّا أن كثيرًا من الخبراء يرون حاليًا أن "مكاسب ضبط الأوضاع النفطية العالمية ستكون أكبر على المدى البعيد، من مكاسب وقتية غير دائمة". 

وبدأ ترامب جهوده مع بداية ضخ السعودية وحلفائها من الإمارات والكويت خاصة لنحو أربع ملايين برميل يوميا، بعد أن أكد أن "قطاع النفط قد تدمر على مستوى العالم"، مضيفا "هذا سيئ جدا لروسيا، وسيئ جدا للسعودية. أعني أنه سيئ جدا لكلتيهما.. أعتقد أنهما ستبرمان اتفاقا". 

تخفيض 10 ملايين برميل 
قال مستشار البيت الأبيض للشؤون الاقتصادية لاري كادلو الجمعة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يثق بالتزام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعمل على إنهاء خلافاتهما حول إمدادات النفط.
 
وأعرب كادلو عن أمله في أن يكف البلدان عن ضح كميات كبيرة من النفط في الأسواق العالمية التي تشهد حاليا فائضا في الإمدادات. 
 
وكان ترامب أكد أن محمد بن سلمان وعده بخفض إنتاج بلاده من النفط بمعدل عشرة ملايين برميل يوميا.   

ويوضح الخبير النفطي أنس الحجي أن "السعودية والإمارات والكويت وروسيا ودول أخرى زادوا الإنتاج بداية من أبريل ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين برميل يوميا، وخفض الإنتاج بمقدار 10 برميل يعني أن هناك زيادة في التخفيض بمقدار من ستة إلى سبعة ملايين برميل عما قبل بيانات أبريل، وهذا يعني أن السعودية نجحت في تخفيض الإنتاج كما كانت تريد".

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بويتن الجمعة أنه ينظر في مسألة خفض الإنتاج اليومي العالمي للنفط بنحو 10 ملايين برميل بهدف تحقيق التوازن في الأسواق، قبل يومين من اجتماع استثنائي للدول المصدرة للنفط.

 

"لن يغير الكثير"
ورغم أن بوتين أكد  أن بلاده مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية لخفض إنتاج النفط، فإن الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية سامح راشد يعتقد في حديثه مع "موقع الحرة" أن خفض الإنتاج لن يتم بكميات متساوية وأن "السعودية ستتحمل النصيب الأكبر من الخفض وبقية المنتجين سيستفيدون من ارتفاع السعر". 

ويقول الخبير النفطي أنس الحجي "بغض النظر عمن سيتحمل النسبة الأكبر من التخفيض فإن "الإنتاج سيظل حتى بعد تخفيض عشرة ملايين أكبر من الذي يحتاجه السوق حاليا بسبب جائحة كورونا، مشيرا إلى أن تخفيض عشرة ملايين برميل يوميا هو "أمر لن يغير الكثير".

وأوضح أنه "سيكون هناك فائض كبير بمقدار من ثمانية إلى 15 مليون برميل يوميا، وهذا يعني أن أسعار النفط لن تشهد تغييرا كبيرا لأن النسبة التي ستخفض غير مؤثرة". 

كييف أقنع ترامب بوتين ومحمد بن سلمان؟ 
بحسب موقع الطاقة، فإن الاتفاق يأتي بعد أيام من إعلان شركة "روسنفت" النفطية الروسية بيع جميع مشروعاتها في فنزويلّا لشركة مملوكة 100 بالمئة للحكومة الروسية، وهو ما فتح باب التكهّنات بأن هناك "صفقة" بين الطرفين، تتخلّص بموجبها “روسنفت” الحكومية من إرث العقوبات الثقيل، عبر غسل يديها من المستنقع الفنزويلّي، مع احتفاظ موسكو بقبضتها على المشروعات المسيلة للّعاب، وذلك مقابل التعاون الروسي في ضبط الأسواق مجدّدًا. 

وحول الضغط على الطرف السعودي، فإنه بالإضافة إلى أن خفض الإنتاج هو ما كانت تريده المملكة، فإن تواصل ترامب مع ولي العهد السعودي قد يؤدي إلى طي صفحة مشروع قانون "لا أوبك" في مجلس الشيوخ، الذي كان يهدف إلى تشريع قانون يسمح بمقاضاة دول أوبك بتهمة الاحتكار… وهو أيضًا من بين المكاسب السعودية في الوقت الحالي".

متعلقات