عاد المعالج الروحي أناتولي كاشبيروفسكي الذي ذاع صيته إبان الحقبة السوفيتية، قبل نحو ثلاثة عقود، إلى الشاشة عبر موقع يوتيوب تزامنا مع تفشي فيروس كورونا المستجد.
ظهر كاشبيروفسكي، 80 عاما، الذي اكتسب شهرة واسعة في ثمانينيات القرن الماضي باعتباره معالجا روحيا يقدم النصيحة للعلاج من الأمراض "المستعصية"، عبر موقع فيديو يوم التاسع من أبريل الجاري، مدعيا علاج المرضى مثلما كان يفعل من قبل.
وحظي فيديو الرجل الذي أصبح "رمزا شبه منسي" بحسب "راديو فري يوروب" بأكثر من 300 ألف مشاهدة حتى كتابة هذا التقرير.
وبحسب مصادر روسية، كان كاشبيروفسكي يقدم برنامجا على قناة التلفزيون المركزي السوفييتي في عام 1989، أي قبل انتهاء الحقبة السوفيتية بنحو عامين.
كان يزعم قدرته على علاج المرضى من أصحاب الحالات الجسدية الصعبة، في وقت كانت تعاني فيه البلاد من مشكلات اقتصادية واجتماعية ضخمة، فمع قرب انتهاء الاتحاد السوفيتي وفي السنوات الأولى بعد انهياره، كان الملايين يبحثون عن معنى لحياتهم وسط فوضى التغيير والتحديات الاقتصادية، وكانوا يجدون ملاذهم عند أشخاص مثل كاشبيروفسكي.
وخلال أوج شهرته، في أوائل التسعينيات، جاب المعالج المزعوم البلاد للظهور أمام القاعات المزدحمة واحتل المرتبة الثانية بعد الرئيس بوريس يلتسين في استطلاعات لأكثر شخصيات شعبية في روسيا.
وفي الفيديو الأخير يطلب المعالج النفسي الذي لا يكاد يتحرك وظل محدقا بعينيه من المشاهدين أن يضعوا أيديهم على أعينهم، رغم أن هذا الأمر لا ينصح به مع تفشي مرض كوفيد-19 الذي يمكن أن ينتقل عن طريق لمس العينين.
واحدة من الوقائع الشهيرة في تاريخ الرجل، هو ادعاؤه مساعدة امرأة تدعى ليسيا أرشوفا في إجراء عملية جراحية في البطن من دون تخدير ومن دون أن تشعر بألم.
قام بتصوير الحدث عبر برنامجه، ولقيت الحلقة صدى واسعا، لكن المرأة أقرت بعد شهور من إذاعة الحلقة، بأنها شعرت بألم شديد ولم تصرح بذلك حينها، لأنها لم ترد أن تخذله، وفضلا عن ذلك فقد وعدها بأنها سوف ترافقه في عروضه، لكنه لم ينفذ وعده.
في ذلك الوقت وبعد انتهاء العملية الجراحية، قال الطبيب النفسي لمشاهديه إن بإمكانهم خلع أسنانهم من دون أن يشعروا بالألم.
أفل نجم كاشبيروفسكي بعد فترة التسعينيات، ثم ظهر مرة أخرى في عام 2009، عندما كانت تعاني البلاد من تداعيات الأزمة المالية العالمية. ظهر حينها عبر برنامج تلفزيوني عن "التحقيقات الخارقة"، ولكن نظرا لوجود عدد كبير لمثل هذه العروض وقتها سرعان ما تلاشى نجمه مرة أخرى.
في عام 2010، أي بعد وقت قصير من إعلانه عودته، أطلق قناته على يوتيوب، حيث نشر مقاطع فيديو من عروض قدمها في بلدان مختلفة، حيث كان يلتقي بمن كانوا يدفعون المال على أمل الشفاء.
في أحد هذه المقاطع، نشر في أغسطس الماضي، يظهر رجل مسن، يبدو أنه يعاني من انحناء شديد في العمود الفقري، لمقابلة كاشبيروفسكي على مسرح في كازاخستان، ثم يختفي وراء الكواليس، وبعد دقائق يركض إلى خشبة المسرح، ملوحا بذراعيه ويلقى تصفيقا حماسيا من الجمهور بعد أن بدا أنه شفي من الانحناء.
ومع تفشي كورونا في دول العالم وفي روسيا، حيث أصاب نحو 24 ألف شخص وقتل نحو 200، ظهر المعالج النفسي مجددا مع حدوث زيادة كبيرة في عدد الحالات خلال الأيام الماضية.
ويشكك خبراء في أن الأعداد المعلن عنها قليلة في دولة بحجم روسيا، ويعتقدون أن الأعداد الحقيقية للحالات أكبر بكثير.
ومع هذه الأزمة ارتفع عدد المشاهدات على قناة المعالج الروسي بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، وهناك مقطع فيديو له في يوم 25 مارس، حظي بما يقرب من نصف مليون مشاهدة.
وبينما كان يتحدث خلال "جلسة العلاج" التي عرضت يوم 9 أبريل، ظهرت دردشة نصية تفاعلية تظهر تعليقات من المشاهدين.
وكتبت امرأة: "لقد شفيت من مشكلة طنين الأذن التي كنت أعاني منها بالكامل"، وذكر آخر أن آلام الرقبة المزمنة التي كان يعاني منها "تلاشت في ثلاث دقائق".
ومع انتهاء الفيديو، كتب المعالج المزعوم رسالة إلى المشاهدين: "من الطبيعي أن يحدث هذا الاجتماع انفجارا في جهاز المناعة لديكم، سوف يوفر لكم الحماية. أتوق إلى ذلك من أعماق روحي".