قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن دراسة استقصائية أوضحت أن الأسر في اليمن تضطر لإرسال أطفالها للعمل والتسول جراء تصاعد مخاوفهم من ارتفاع أسعار الغذاء والماء والبنزين.
وأضافت أنه وبالرغم من تفشي فيروس كورونا بلا رادع عبر البلاد التي دمرتها الحرب، فقد وجدت البيانات التي تم جمعها من أكثر من 150 أسرة في ثلاث محافظات شمال اليمن بأن المشاركين في الدراسة كانوا قلقين من الجوع أكثر من قلقهم من فيروس كورونا المستجد، حيث وجدت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، التي قادت الدراسة الاستقصائية، أن ما يقرب من ثلثي المستجيبين للدراسة (60%) أفادوا بعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الغذاء ومياه الشرب، فقد قفزت أسعار السكر وزيت الطبخ النباتي بنسبة تتجاوز 25% في العام الماضي.
ونقلت الصحيفة عن منظمة لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، أن انعدام الأمن الغذائي يشكل مصدراً رئيسياً للقلق، فعودة القتال التي تزامنت مع انخفاض التمويل للمساعدات الإنسانية والقدرة على الوصول إليه تركت الملايين معرضين للخطر.
ولفتت إلى أن ما يقارب 3.2 مليون شخص أي ما يعادل 40% من السكان يواجهون حاليا انعدام أمن غذائي حاد، وسوف يعاني تقريبا نصف عدد الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية بحلول نهاية عام 2020.
حيث انخفضت بالفعل حصص الغذاء إلى النصف منذ إبريل الماضي، وسيفقد 5 ملايين شخص الوصول للمساعدات الغذائية بحلول نوفمبر إذا لم يتوفر التمويل.
وقالت صحيفة الغارديان إنه وبالرغم من أن عدد الحالات المسجلة بفيروس كورونا المستجد رسمياً كانت أقل من 1900 حالة حتى الآن، فمن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير؛ بسبب نقص الإبلاغ عن الحالات وكذا الافتقار إلى وجود فحوصات.
وقال “ماركوس سكينز” كبير مستشاري السياسة في لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، أن الارتفاعات في أسعار الغذاء التي تسبب بها كوفيد-19 كان لها تأثير كبير في اليمن؛ لأن حوالي 85% من الأغذية مستوردة.
وأضاف أن العائلات تعيد توجيه إنفاق الأموال بعيداً عن التعليم والرعاية الصحية لكي يستطيعوا تناول الطعام”.
ويقول سكينر:” نحن نشهد زيادة في زواج الأطفال وكذا تسول الأطفال كاستجابة للافتقار إلى الغذاء، ونحن نعلم أن الأسر تلجأ إلى الحد من عدد الوجبات التي يتناولها الأطفال”.
ووفق سكينز “فإن النتيجة الأكثر ترويعاً بالنسبة لنا كانت في المحافظات الجنوبية وخاصة في عدن، حيث تفشى فيروس كورونا بلا رادع، فقد امتلأت المستشفيات وطفحت المقابر، وكان الهم الرئيسي هو تدهور الاقتصاد والتأثير الذي يخلفه ذلك على الأمن الغذائي”.
وختم كلامه قائلاً:” إن الخوف من سوء الوضع الصحي هناك بما فيها كورونا قد فاق مخاوف الجوع”.
ودعت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) إلى زيادة التمويل الإنساني للبلاد، وإلى إنهاء الدعم العسكري والاستخباراتي من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا للأطراف المشاركة في الصراع.
من جانبها، قالت “تامونا سابادزي” مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن: “إن الكابوس الذي يعيشه اليمنيون عبر البلاد يزداد سوءاً مع مرور كل يوم”
وأضافت: “مع الانتشار الغير مرصود لفيروس كورونا المستجد وتضاؤل التمويل الإنساني وكذا احتدام الصراع والضربات الجوية فأن اليمن تواجه حالة طوارئ ثلاثية، وهذه الدراسة الاستقصائية أخرجت إلى الضوء مدى بشاعة تأثير فيروس كورونا على حياة الناس الأكثر ضعفاً في العالم”.
وختمت تصريحها قائلة: “من أجل إطعام أسرهم فإن المستجيبين أوضحوا أنهم اضطروا إلى الاستدانة، وتقليل كمية الطعام التي يتناولونها، وكذا بيع الأصول التي يملكونها مثل الأراضي أو الثروة الحيوانية، كما اضطر بعضهم إلى إرسال الأطفال للعمل أو التسول”في الصراع.