قال الدكتور نمير كافل حسين، استشاري طب العيون، إن الغمش أو "العين الكسولة"، يعد السبب الأكثر شيوعا لمشاكل الرؤية لدى الأطفال.
وأوضح استشاري طب عيون الأطفال في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون أن هذه الحالة تشهد انتشارا عالميا يتراوح بين 0.2٪ و6.2٪. ويمكن أن تسبب هذه الحالة ضعف البصر عند الطفل، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل في نمو العين على المدى الطويل.
وأضاف أن الغمش عادة ما يبدأ عندما يكون لدى الطفل ضعف في الرؤية في عين واحدة ويفضل دماغه استخدام العين الأقوى، وبالتالي لا يتم تحفيز المسار البصري للعين الأضعف بشكل كافٍ. ورغم أن هذه الحالة تحدث عادة في عين واحدة فقط، إلا أنه من الممكن في بعض الحالات أن تعاني كلتا العينين من الضعف.
وإذا حدث هذا الضعف خلال فترة حرجة من نمو العين، عندما تبدأ عيون الطفل ودماغه بتشكيل روابط حيوية (منذ الولادة حتى سن 7 سنوات تقريبا)، فقد يؤدي ذلك إلى إبطاء أو منع هذه الروابط من التكون وبالتالي تحدث حالة العين الكسولة.
الأسباب
يمكن أن تتداخل مجموعة من الأمور مع الاتصال الطبيعي بين الدماغ والعين وتحدث حالة الغمش، ويعد الحَوَل أكثر الأسباب شيوعا، وهو اضطراب يؤدي على عدم اصطفاف العينين في الاتجاه نفسه، وأخطاء الانكسار مثل قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم، وإعتام عدسة العين، وغشاوة عدسة العين، والجفن المتدلي.
وقبل كل شيء، تساهم الجينات بدور كبير؛ حيث يميل الحَوَل إلى الانتقال بالوراثة ضمن العائلة. كما أنه أكثر شيوعا عند الأطفال المولودين قبل الأوان أو الذين يعانون من تأخر في النمو.
التشخيص
لسوء الحظ، لن يشتكي معظم الأطفال المصابين بالغمش من مشاكل في الرؤية. وفي كثير من الأحيان، قد يدرك أحد الوالدين أو المعلم أن الطفل يعاني من مشكلة في الرؤية، وربما يلاحظ حالة الحَوَل في العينين أو التحديق المتكرر أو إمالة الرأس لرؤية أفضل.
وقد يعاني بعض الأطفال من ضعف إدراك العمق (صعوبة في الرؤية الأبعاد الثلاثة) وصعوبة في ممارسة الرياضة. ومع ذلك، فإن أفضل طريقة لاكتشاف الغمش هي فحص نظر الطفل بانتظام بواسطة طبيب العيون.
وتعد فحوصات الرؤية المنتظمة، التي يقوم بها الاختصاصي في طب العيون جزءا مهما من اكتشاف أي مشاكل عند الأطفال. ويجب أن تبدأ هذه الاختبارات في سن الطفولة وما قبل المدرسة حتى يتم اكتشاف المشكلات قبل وصول الطفل إلى مرحلة النضج البصري.
العلاج
يجب أن يبدأ العلاج في أسرع وقت ممكن. والهدف من العلاج هو إجبار الطفل على استخدام العين ذات الرؤية الضعيفة. ويتم ذلك باستخدام النظارات أو رقعات العين أو قطرات العين أو الجراحة أو عدد من هذه الحلول. وغالبا ما يمكن علاج ضعف الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما باستخدام النظارات وحدها.
لذلك، أولا، نقوم بتصحيح أي خطأ انكساري (الحاجة إلى النظارات). ويمكن أن يستغرق استخدام النظارات ما يصل إلى 16 أسبوعا حتى يكون لها تأثير كامل على رؤية الأطفال. وإذا استمرت حالة ضعف الرؤية في عين واحدة بعد هذا الوقت، فقد نبدأ علاج الغمش باستخدام وضع رقعة العين والأتروبين.
رقعة العين
وضع رقعة العين هي عملية يتم فيها تغطية عين الطفل القوية برقعة لعدد محدد من الساعات في اليوم، لتشجيع الطفل على استخدام العين الأضعف، والتي يمكن أن تقوي العين (الأضعف)، وتسمح بتحسين البصر. وتتوفر أنواع مختلفة من التصحيحات، لكننا نوصي دائما باستخدام رقعة لاصقة بدلا من قطعة قماش. ومن المرجح أن تتحسن حالة الطفل أيضا باستخدام الرقعة القماشية.
الأتروبين
الأتروبين هو قطرة للعين وهو خط علاج آخر للحَوَل. توصف القطرات للاستخدام في العين القوية، مرتين في الأسبوع عادةً. ويعد الأتروبين دواء للشلل العضلي يوسع حدقة العين ويموه الصورة في العين غير الغامضة (الأقوى) عندما ينظر الطفل إلى الأشياء عن كثب. ويشجع هذا الأمر الطفل على استخدام عينه الغامضة عند القيام بعمل قريب.
ورغم أن الجراحة يمكن أن تساعد أيضاً في تصحيح الغمش، إلا أنه عادةً ما يوصى بها فقط في الحالات الشديدة من الغمش. ننصح المرضى بأن يناقشوا ويقرروا مع طبيب العيون الخاص بهم، الطريقة المناسبة لعلاج الغمش لأطفالهم لضمان حصولهم على أفضل النتائج.