بالتزامن مع الذكرى المئوية الثانية لاستقلال السلفادور ، خرجت مسيرات مناهضة للحكومة في إلى الشوارع للاحتجاج على اعتماد البيتكوين كعملة رسمية وللاعتراض على الإجراءات الأخيرة التي أقرها رئيس البلاد، نجيب بوكيلي، لتوطيد سلطته، وذلك وفقا لما ذكر موقع وكالة “بلومبيرغ”.
وسار، أمس الأربعاء، عدة آلاف من الأشخاص إلى الساحة المركزية في عاصمة البلاد، ملوحين بلافتات كتب عليها “لا للديكتاتورية” و “تعرضنا للاحتيال بسبب البيتكوين”.
وكانت المظاهرات سلمية إلى حد كبير رغم من قيام بعض الأشخاص بتحطيم النوافذ وإضرام النار في صراف آلي خاص بعملة البتكوين، والذي تم وضعه خلال الشهر الماضي قبل طرح العملة المشفرة كعملة رسمية.
وقد اعترض المتظاهرون على تغييرات دستورية تسمح للرئيس بالترشح لفترات غير محدودة.
وكانت السلفادور أصبحت قد أصبحت في الأسبوع الماضي أول بلد في العالم يشرّع عملة البيتكوين، إلى جانب الدولار الأميركي، كعملة رسمية معترف بها حكوميا، رغم التردد الشديد بين السكان وانتقادات اقتصاديين ومنظمات مالية دولية.
وقالت المشرعة المعارضة كلوديا أورتيز في مقابلة: “كان إقرار عملة البيتكوين عملة رسمية قرارًا اقتصاديًا كبيرًا للغاية ، وقد جرى اعتماده بشكل غير منطقي تمامًا بعد إرساله إلى الكونغرس تمريره في نفس اليوم” .
وأضافت أنه من غير الواضح من يقف “هذه العملية التخريبية”، مردفة: “نحن نمر بأزمة مالية عميقة مع ارتفاع تكلفة المعيشة وتفشي البطالة، وعوضا عن اتخاذ إجراءات اقتصادية جادة، جرى تشريع عملة البيتكوين كعملة رسمية”.
وطبقا للرئيس وحكومته، ستسمح عملة البيتكوين للسلفادوريين بتوفير 400 مليون دولار من الرسوم المصرفية عند استلام أموال المغتربين، خصوصا من الولايات المتحدة، حيث تمثل هذه التحويلات 22 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
لكن أكثر من ثلثي سكان السلفادور البالغ عددهم 6.5 ملايين عارضوا للمرة الأولى قرار الرئيس أبو كيلة الذي يتمتع بشعبية كبيرة، وقالوا في استفتاءين منفصلين إنهم يريدون الاستمرار في استخدام الدولار الأميركي حصرا، وهو العملة القانونية للسلفادور منذ 20 عاما.
وأعلنت الحكومة عن تدشين محفظة البيتكوين الحكومية “Chivo” وهي كلمة عامية محلية تعني “رائع”، محملة مسبقًا بما قيمته 30 دولارًا من العملة للمستخدمين الذين يسجلون برقم الهوية الوطنية، ويمكن استخدامها للشراء بعملة البيتكوين أو بالدولار الأميركي.
وعقب الإعلان، تراجعت قيمة البيتكوين بنسبة تصل إلى 17 بالمئة في غضون دقائق، كما انهارت العملات المشفرة الأخرى والأسهم ذات الصلة أيضًا.
وقال كارستن سورنسن، الباحث في كلية لندن للاقتصاد، لموقع بلومبيرغ، إن خطوة السلفادور ستؤدي إلى توقف غالبية مالكي البيتكوين، الذين يريدون حقًا أن تظل مستودع ذي قيمة لأموالهم، عن التعامل بهذه العملة”. وأضاف: “عندما تسعى الدول إلى جعل العملات الرقمية قانونية بين عشية وضحاها، فإن الشبكات (الداعمة لتداول العملات الرقمية) ستعاني، نظرًا لوجود مشكلات بالفعل بسبب معدل المعاملات المرتفع”.