حالة من القلق تسيطر على ميليشيا الحوثي بعد الانكسارات المتوالية والخسائر البشرية المرتفعه في جبهات القتال خصوصا في محافظتي شبوة ومارب،الامر الذي دفع القبائل بعدم الاستنجابة لدعوات الميليشيا بالتحشيد الإلزامي للمدنيين في مناطق سيطرتها والزج بهم إلى المحارق.
ووجهت المليشيا في تعميم لها أمس الأول، عبر ما تسمى “الإدارة العامة لشؤون الأحياء” التابعة لوزارة الإدارة المحلية في صنعاء بتوفير مسلحين للزج بهم في جبهات القتال، بهدف تعويض خسائرها البشرية والنقص في المقاتلين.
وطالب التعميم الحوثي مديري شؤون الأحياء في مديريات صنعاء، ومشايخ عقال الأحياء، بالتنسيق مع ما يعرف بـ”مكاتب التعبئة العامة”، لتحشيد المواطنين وإجبارهم على الانخراط في دورات للتدريب العسكري.
كما ألزم التعميم الحوثي، كل عاقل حارة بتوفير خمسة أشخاص، والسعي الحثيث لتحقيق هذا الهدف. في إشارة واضحة إلى الصعوبة التي تواجهها المليشيات في عملية التعبئة والتحشيد.
وتضمنت الدورات التي نظمتها المليشيا بحسب التعميم، ثلاث محاور ذات طابع قتالي وعسكري، حيث شملت جوانب “النوعية، والخاصة، والعسكرية” .
وسبق لمليشيا الحوثي أن استبدلت عقال الأحياء في جميع مناطق سيطرتها وفرضت آخرين أكثراً ولاءَ لها. كما وسعت من إصدار قرارات التعيين في هذا الجانب، عن طريق تقسيم “الأحياء – الحارات – المناطق” إلى مربعات وتعيين عاقل حارة لكل مربع من أجل الاستفادة منهم في عمليات التحشيد. وفقاً لسكان محليين ومصادر مطلعة.
وخلال أقل من شهر، تكبدت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، آلاف القتلى والجرحى وفق إحصائيات غير رسمية في جبهات شبوة ومأرب، بنيران قوات العمالقة والقوات الحكومية.
ولم تستثنِ المليشيات الأطفال من عملية التحشيد، حيث تنفذ استقطابات واسعة لهم من المدراس والمساجد والاحياء وتلحقهم بدورات تثقيفية قبل الزج بهم في الجبهات.
وقتل نحو ألفي طفل جندتهم مليشيا الحوثي في صفوفها خلال الفترة بين يناير 2020 ومايو 2021. وفقاً لما ذكره التقرير الجديد لفريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن.
وقال التقرير الذي قدم لمجلس الأمن في 25 يناير الفائت، وجرى تداوله السبت الماضي. إن الحوثيين مازالوا يقيمون معسكرات ويعقدون دورات لتشجيع الشباب والأطفال على القتال.
كما كشف التقرير، عن جرائم جسيمة ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق الأطفال منها الاغتصاب خلال الدورات الطائفية.
وأَضاف أن “الحوثيين يواصلون حملتهم الممنهجة لضمان التزام السكان بأيدولوجيتهم وتأمين الدعم المحلي للنزاع. وفي هذا الإطار يستهدفون على وجه التحديد الفئات الضعيفة”.