عادات “طبية” كثيرة شاعت منذ القدم وبقيت كذلك حتى يومنا هذا إلى أن أتى العلم وفنّد صحتها تماماً.
فبينما اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي قبل سنوات، منشورات عن فعالية الطحين كعلاج للحروق، حذّر أخصائيون من هذه الخطوة وما قد ينتج عنه من مضاعفات لا يحمد عقباها، خصوصا بعد عودة هذه المنشورات للتداول من جديد.
حكاية اجتاحت التواصل
فقد روى أحدهم ما حدث مع شخص تعرّض لحرق بينما كان يُعدّ طعاماً، فتدخّل صديق كان خدم في صفوف الجيش في فيتنام، وطلب منه أن يحضر كيساً من الطحين ويضع يده المحترقة فيه.
وتابع أنّ الطحين عالج الحرق، حيث لم يعان الشخص المتضرر من أي احمرار أو مضاعفات.
كما حصدت الحادثة عشرات آلاف التفاعلات عبر موقع فيسبوك وبلغات عدّة منذ بدء انتشارها عام 2014.
الخطوات الصحيحة
إلا أنّ هذا الادعاء لا أساس له من الناحية العلميّة، حيث أوضح البروفيسور أبيشاي أنغسبات، وهو جرّاح في جامعة شولالونغكورن في بانكوك، في حديث مع وكالة فرانس برس، من أن أول خطوة يتعيّن القيام بها بعد التعرض لحرق هي تنظيف منطقة الإصابة بالمياه وتجفيفها بعناية.
كما شرح قائلاً أن الجلد يحمي من دخول الجراثيم وبالتالي فإن وضع الدقيق قد يلوّث منطقة الحرق ويزيد الوضع سوءاً.
وتابع أن الدقيق لا يتحلى بمميزات علاجيّة لمداواة الحروق التي تداوى بطرق محدّدة، فإن كان الحرق صغيراً يمكن مداواته بمرهم مضاد للالتهابات. أما إن طال الحرق منطقة واسعة فيتعيّن التوجه إلى المستشفى حتى يشخّص الطبيب درجته ويحدّد العلاج الملائم.
بدورها، أيّدت طبيبة الجلد ناتاليا فورافوتينون التي تعمل لدى وزارة الصحة التايلانديّة ما قاله زميلها، واصفة الادعاء “بالخبر المضلّل”.
وأكدت أنه وبعد التعرض لحرق يتعيّن تنظيف الجرح بالمياه أو المياه المالحة في أسرع وقت ممكن، مشيرة إلى ضرورة استخدام مرهم موضعيّ يحتوي على مضادات حيوية.
يذكر أن علاج الحروق يختلف باختلاف حجم المنطقة المحترقة، والمكان ومدى خطورة الحرق.
كما ينصح دائماً بطلب المساعدة الطبيّة عند التعرّض للحرق.