تحسين صحة الأمعاء هو بوابة لتقوية مناعتك وتعزيز صحتك العامة، فعندما يكون لديك أمعاء صحية، يكون جسمك أفضل بكثير في درء الالتهابات، كما ترتبط أمعاؤك بدماغك ومزاجك أيضًا.
ولتحسين صحة الأمعاء يمكن إجراء تغييرات صغيرة في نظامك الغذائي وأسلوب حياتك، كتناول مكملات معينة لتحسين صحة الأمعاء، فوفقًا لبحث نُشر في مجلة Nutrients، كلما تنوع الميكروبيوم المعوي (الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الجهاز الهضمي) تكون أمعاؤك أكثر صحة وقوة.
تشرح إيف كالينيك، أخصائية العلاج الغذائي وصحة الأمعاء في تقرير أورده موقع ”فاين آند ويل“ أن المفتاح هو ”التنوع في النظام الغذائي“، خاصة من مصادر الألياف النباتية، حيث تغذي الألياف بشكل أساسي الميكروبات الموجودة في أمعائنا لتكون أكثر صحة وأقوى.
لذا يوصي الأطباء بإضافة الخضار في الحساء أو اليخنة، وتناول الحبوب الكاملة بانتظام والتأكد من تناول الكثير من الفاكهة والمكسرات والبذور يوميًا.
كما تشير الدراسات إلى أن مادة البوليفينول (مواد كيميائية نباتية خاصة) والتي توجد أيضًا في الأطعمة النباتية وتعطي النباتات لونها بشكل أساسي لها أيضًا تأثير إيجابي على ميكروبيوم أمعائنا. لذا اتبع مقولة ”أكل قوس قزح“ عند التخطيط لوجباتك.
كما خلصت الدراسات إلى أن الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتك لها تأثير ”تغذية“ أكثر وضوحًا وإيجابية على صحة أمعائك كالشوفان والهليون والتفاح والثوم والبصل والهندباء والموز. وكذلك، تحتوي الأطعمة المخمرة على ميكروبات يُعتقد أنها مفيدة لأمعائنا وبالتالي يمكنها إثراء الميكروبيوم الموجود لدينا مثل الزبادي، الجبن، مخلل الملفوف، والكيمتشي.
ويوصي الأطباء بالنوم الكافي أيضاً، حيث كشفت الدراسات أن أولئك الذين يحصلون على نوم أفضل ليلاً يتمتعون بميكروبيوم أمعاء أكثر تنوعًا وصحة، أما الذين يحصلون على قسط أقل من النوم سوف يعانون من ضعف صحة الأمعاء مما يؤدي إلى مشاكل صحية إضافية، هذا لأن أمعاءنا ”دماغنا الثاني“، على اتصال مستمر مع كل من الدماغ والجهاز العصبي المركزي، مما يساعد على تنظيم العمليات المختلفة في الجسم، بما في ذلك النوم.
ويوضح التقرير أن الحركة المنتظمة تغير تكوين ميكروبيوم أمعائك، ففي دراسة أجريت في جامعة إلينوي، وجد الباحثون أن ستة أسابيع من تمارين القلب والأوعية الدموية، التي يتم إكمالها ثلاث مرات في الأسبوع لمدة تتراوح من 30 إلى 60 دقيقة، تزيد من ميكروبات الأمعاء لدى المشاركين.
تساعد هذه الميكروبات في إنتاج الأحماض الدهنية التي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية والسمنة ومرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب، لذلك، ينصح الأطباء بممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري.
كما يشير المختصون إلى أن التوتر يؤثر سلباً على صحة الأمعاء ويوصون باستخدام وسائل مثل كتابة اليوميات كمنفذ لأفكارك لمنعها من الدوران حول عقلك، كما يعتبر التأمل طريقة رائعة أخرى لتهدئة عقلك .
ويشير التقرير إلى أن “ميكروبيوم الأمعاء يعتبر الآن عضوًا في حد ذاته، نظرًا لتأثيره بعيد المدى على عدد لا يحصى من الأنظمة المختلفة في الجسم، وهذا يشمل الهضم وامتصاص العناصر الغذائية من طعامنا، وكذلك عمل جهاز المناعة لدينا، وتنظيم مزاجنا وقدرته على إدارة الالتهاب وتوازن الهرمونات ”.
ويوضح التقرير أن 70-80٪ من جهاز المناعة موجود في أمعائنا وأن 95٪ من السيروتونين الكلي (غالبًا ما يطلق عليه اسم الناقل العصبي السعيد) يتم إنتاجه في أمعائنا“ لذلك يجب العناية بصحة الأمعاء والانتباه لها.