بعد عشرون عاما من الملاحقة التي وصفتها بالمعقدة ،ظفرت القاعدة بمخبر أمني سبب لها نكبة كبرى ،ونشر تنظيم "أنصار الشريعة" الإرهابي (الذي يتخذ من تنظيم القاعدة وسما له في اليمن)، اعترافات لأحد أعضائه الذين أعدمهم التنظيم بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع المخابرات اليمنية، حسب زعم التنظيم.
وتمكن تنظيم القاعدة الإرهابي معاودة الظهور مجدداً سواءً بأعمال عسكرية وتحركات ميدانية أو بث مقاطع مصورة مستغلاً وجود البيئة الملائمة والانفلات الأمني المستمر في أغلب المناطق اليمنية.
وبثت "مؤسسة الملاحم"، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن في إصدارها المرئي الجديد الذي يحمل عنوان "حصاد الجواسيس 6"، اعترافات لـ"ناجي محمد الزهيري" الذي اتهمه التنظيم بالتجسس على التنظيم والعمل بالتنسيق مع جهاز المخابرات اليمنية لصالح أمريكا، والاشتراك في مهمة قتل أحد أبرز قياداته المدعو "أبو علي الحارثي".
وكان القيادي الإرهابي في التنظيم قايد بن سالم بن سنان الحارثي المكنى بـ"أبو علي الحارثي"، قتل مع ستة آخرين من أعضاء التنظيم في 3 نوفمبر عام 2002، بقصف طائرة أمريكية بدون طيار "درون" في مأرب والذي يعد أول قصف لها في جزيرة العرب، وفقا للتنظيم.
وأكد التنظيم أن القيادي البارز في التنظيم "أبو علي الحارثي" كان أحد أبرز المرتبين لعملية تفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" بخليج عدن، واستهداف ناقلة النفط الفرنسية "ليومبرغ".
وكشف الإصدار، عبر كلمة لمندوب الجهاز الأمني بالتنظيم، أن تنظيم القاعدة ظل لسنوات طويلة في مهمة تتبع للجاسوس "ناجي الزهيري" حتى تمكن من القبض عليه في عملية أمنية وصفها بـ"المعقدة".
وقال مندوب الجهاز الأمني في التنظيم، إن الجاسوس "الزهيري" عرض على المحكمة الشرعية لاتخاذ إجراءاتها ثم الحكم عليه وتنفيذ الحكم المقرر شرعا في إشارة ضمنيه إلى قيام التنظيم بإعدامه.
وتضمن الإصدار مقتطفات من إصدار سابق بعنوان "ويتخذ منكم شهداء" ومشاهد لمقاتلي التنظيم في كتيبة الشيخ "أبو علي الحارثي" وكلمة صوتية للقيادي قاسم الريمي يشيد بمناقب ومواقف الشيخ "أبو علي الحارثي" ومسيرته الجهادية، حد قوله.
يأتي الإصدار الجديد ضمن سلسلة أصدارات مرئية نشرتها "مؤسسة الملاحم" الذراع الإعلامية لـ"القاعدة" في اليمن، خلال السنوات الماضية حملت عنوان "حصاد الجواسيس" تحوي عدة حلقات (1-5) كان آخرها إصدار "حصاد الجواسيس5" في أواخر العام 2016، كشف خلاله التنظيم أنه نفذ عمليات إعدام بحق خمسة أشخاص اتهموا بالتجسس لصالح أمريكا وزرع شرائح في سيارات عناصر التنظيم نتج عنها استهداف 22 من عناصره.
وستظل القاعدة وفروعها الارهابية أبرز التهديدات للأمن المحلي والإقليمي والذي يجب القضاء عليه خاصة عقب تحالفه مع مليشيا الحوثي، إذ ساعدهم تحالفهم مع الأخيرة على كسب موطئ قدم واستئناف أنشطتهم بوتيرة عالية وبشكل علني مؤخراً.