الأربعاء المقبل ستمر أربعون عاما منذ انعقاد اول جلسة لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982 م، وهو يوم النشاءة والميلاد والتأسيس للمؤتمر الشعبي العام كاطار سياسي ولد من رحم الأرض اليمنية على يد فخامة الزعيم علي عبدالله صالح الذي جاء للسلطة ليجد أمامه تركة ثقيلة من التمزق والشتات والفرقة ليشمر عن ساعديه في لملمة كل الفرقاء تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام الذي جاء انشائه كضرورة وطنية في وقت كانت فيه الحزبية من المحرمات بل ومن علامات الخيانة اوكانت حينها الأحزاب اليسارية والإسلامية تمارس أعمالها في الغرف المغلقة، لتتاح لها الظهور من خلال المؤتمر الشعبي العام الذي تنقل بين مختلف كل الظروف تنظيميا وسياسيا ليشكل الصورة الناصعة البياض للحكمة اليمانية .
ولان المؤتمر الشعبي العام اتى من وسط جموع الشعب فكان اهلا لان يكسب ثقتهم ويحصد الفوز في مختلف الدورات الانتخابية، وهذا امر طبيعي لكون المؤتمر هو من استطاع كسر كل الحواجز النفسية وعمل على التقارب بين اقطاب اليمين واليسار قبل الوحدة شمالا وبعدها شمالا وجنوبا، واستطاع ان يقلل حجم الفجوة الفكرية بين تلك الاطياف الامر الذي اكسبه ثقة الشعب.
واليوم يحتفل المؤتمر الشعبي العام في ذكراه الاربعون بعد ان استطاع الصمود ولايزال في وجه كل المؤامرات والدسائس التي انهالت عليه لتمزيقه وكسره، لكنه بقي شامخا كالطود العظيم وتكسرت فوق صموده كل معاول الهدم، فإنه يقدم النموذج الأفضل في الصمود لأجل اليمن حتى الآن بين سائر الأحزاب الموجودة.
لقد ظل المؤتمر الشعبي العام في السلطة وخارجها أكثر الأحزاب تسامحاً سياسياً باتساع صدره لاستيعاب الكثير من الكوادر الوطنية والتي وجدت الفرصة لخدمة بلدها بجد وإخلاص اثناء توليه زمام السلطة....
ان مسيرة الاربعون عام بمختلف التحولات التي مر بها المؤتمر الشعبي العام بلا شك أعطت لجميع قاداته وكوادره دروسا مهمة في الصمود والتشبث بحب الوطن والعمل على لملمة الصفوف، وهي رسالة لجميع كواده في العمل على رص الصفوف لأجل اليمن أولا وللشعب ثانيا وللحزب ثانيا كما ان المؤتمر الشعبي العام أصبح أكثر من أي وقت مضى هو الحزب التي تعلق عليه الآمال في اخراج اليمن وضعه الحالي لما يمتلكه من قدرة على لم الشمل وتحجيم فجوات التشتت والفرقة قدرته على تقريب وجهات النظر بين كل الفرقاء .