نقلت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية عن دراسة أميركية حديثة شملت 50 ألفاً من المتخصصين الصحيين أن هذه الأطعمة المصنعة يمكن أن تؤدي إلى سرطان القولون. فاستهلاك هذا النوع من الطعام يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف.ووجدت دراسة أجريت الشهر الماضي في دورية Nature Reviews Clinical Oncology أن الأشخاص الذين وُلدوا بعد عام 1990 هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان قبل بلوغهم الخمسين من العمر مقارنة بالأشخاص الذين ولدوا قبل عام 1970. ويُشتبه في أن الطعام عالي المعالجة قد يكون عاملاً مساهماً في هذا التطور.
ووجدت دراسة حديثة شملت 20 ألف بالغ إيطالي أن علامات الالتهاب، التي تترجم بارتفاع كريات الدم البيضاء، كانت أكثر وضوحاً عند أولئك الذين كانت وجباتهم الغذائية تضم طعاماً عالي المعالجة.
وتقول خبيرة التغذية في مجال صحة القلب والتمثيل الغذائي، سارة بيري إن التفاعل الذي يشهده جسم الإنسان بعد تناول هذا النوع من الأغذية “يعرضنا للإصابة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى السرطان”.
ترى بيري أن الطعام عالي المعالجة منتشر جداً لدرجة بات إلغاؤه من نظامنا الغذائي كابوساً لوجستياً وسيستغرق وقتاً طويلاً. علاوة على ذلك، يستمتع الناس بمذاقه الصناعي المحسن. وأحد الأمثلة على كيفية تغلغل التصنيع داخل الطعام، هو ظهور المأكولات النباتية، والتي تُنتَج بكميات كبيرة وتُسوَّق بعناية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن الكثير من البدائل النباتية المعبأة بشكل لامع هي في الواقع طعام عالي المعالجة. وتذكّر بيري: “انظر إلى حليب الشوفان، على سبيل المثال. هيكله الأصلي أُزيل وهو مليء بالإضافات”. والمشكلة هي أن العديد من المنتجات التي تقدم نفسها على أنها صحية، مثل ألواح البروتين وبدائل الحليب، ليست في الحقيقة كذلك. وبالفعل في العقدين الأخيرين بات شعار “الطعام الصحي” قطاعاً تجارياً ضخماً، رغم أنه ليس “صحياً” بالضرورة.
وتقول بيري إنه، إذا أردنا تقليل استخدام الطعام عالي المعالجة على المدى الطويل، سنحتاج كمجتمع عالمي إلى إعادة اكتشاف أهمية مكونات الطعام الطازج، والطهي، واكتشاف أسباب ازدياد الأمراض المزمنة والسرطان وربطها بالأطعمة الجاهزة.