كشفت تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة شمال مصر تفاصيل جديدة عن مقتل اللواء حسن صالح محمد جلال العبيدي 50 سنة إثر تعرضه لوصلة تعذيب، عثر على جثته مهشم الرأس إثر تعرضه للضرب فضلا عن وضع قطعة قماش في فمه لمنعه من الاستغاثة.
كما كثفت السلطات الامنية من بحثها عن مالك السيارة الملاكي التي اعتاد المجني عليه اللواء حسن العبيدي استئجارها في تنقلاته الداخلية، بعد ان اشار شقيق العبيدي لقوات الامن عن اختفاء السيارة من أسفل العقار تزامنًا مع وقوع الجريمة.
الى ذلك تحول شارع الشهيد احمد حمدي المتفرع من العشرين بفيصل في منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة شمال مصر اإلى ثكنة عسكرية بعد ان شهد المكان جريمة اغتيال .
كما اعتقلت السلطات المصرية العديد من اليمنيين الساكنين في العقار الذي يسكن فيه العبيدي.
وتحفظت فريق البحث على كافة كاميرات المراقبة في العقار مسرح الجريمة والعقارات المحيطة به وفي الشارع بأكمله للكشف عن المترددين عليه في وقت معاصر للجريمة، كما يستمع ضباط فريق البحث لاقوال مالك العقار وعدد من الجيران حول ملابسات الواقعة وتوقيت استئجاره الشقة مسرح الجريمة.
ويجري فريق البحث تفريغ المكالمات الصادرة والوارد للمجني عليه، وتفريغ كاميرات المراقبة المتواجدة بمحيط سكن اللواء اليمني حسن العبيدي، وسماع الشهود والجيران، وبحث علاقاته، لتحديد هوية المتهم وكشف الجاني والقبض عليه.
من جهته قال المستشار الإعلامي لسفارة اليمن بالقاهرة بليغ المخلافي، الأحد، إن «السفارة سارعت فور تلقيها اتصالاً من أحد أقارب القتيل بإبلاغ الأجهزة الأمنية المصرية بالأمر، وانتقل وفد من السفارة إلى مقر سكن المسؤول اليمني، الذي وُجد مكبلاً وبجسده عدة طعنات»، حسب ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي». وأضاف المخلافي: «من السابق لأوانه الحديث عن أسباب القتل، سواء كان جريمة أو وراءه دوافع سياسية».
والقتيل هو حسن صالح فرحان بن جلال العبيدي، كان قائد التصنيع الحربي والقائم على عمليات التصنيع والاستيراد لصالح الجيش اليمني، وأشرف على تصنيع مدرعات الجيش اليمني المعروفة بأسماء «الجلال 1، 2، 3».
الى ذلك قال الباحث اليمني في الشؤون الاستراتيجية، أبوبكر باذيب، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «من الصعب الحديث عن مدلولات سياسية للحادث قبل الوصول لنتائج التحقيقات الأولية التي تجريها السلطات المصرية، بصفتها الدولة التي وقعت بها الجريمة». لكن باذيب أشار إلى أنه «بالنظر إلى التاريخ العسكري الطويل للقتيل، وصراعه المعروف مع جماعة (الحوثي) كونه من أبناء محافظة مأرب المعروف تاريخها في الصراع ضد (الحوثي)، يظهر أنه كان هناك استهداف مباشر للواء حسن صالح، لا سيما وأن جماعة الحوثي وضعته أخيراً على قوائم المستهدفين من طرفها، وطالبت بمحاكمته».
وأضاف الباحث اليمني: «ملابسات مقتل والطريقة التي وجد عليها، مربوطاً ومطعوناً بعدة طعنات، وعدم العثور عليه إلا بعد يومين من مقتله، كلها مؤشرات على أن هناك من أدار مشهد الجريمة والاستهداف». وتابع أن «(جماعة الحوثي) حريصة على استهداف كثير من القيادات النخبوية التي لها باع طويل في مقاومتها، والتي كان القتيل واحداً منها».
ولفت باذيب إلى أن «مقتل ضابط بهذه الأهمية أمر بالغ الخطورة يوحي بأن هناك أذرعاً خفية، يمنية وغير يمنية، نفذت العملية، وقد تكون من الدوائر المقربة من القتيل نفسه». وقال إن «الحادث يثير تساؤلاً سيظل مفتوحاً، وهو كيف يترك رجلٌ بهذه الأهمية دون حراسة».