أصدر رئيس مجلس النواب، الشيخ سلطان سعيد البركاني، الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، بيانًا مؤثرًا اليوم، أعرب فيه عن صدمته البالغة إزاء استشهاد الأستاذة أفتهان أحمد عبدالله المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، جرّاء اغتيالٍ غادرٍ وصفه بـ"الجريمة البشعة التي تُعيد جراح المدينة المفتوحة".
ووجّه البركاني في بيانٍ تلقّاه (الميثاق نيوز) نداءً عاجلًا إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية بـ"إعادة هيبة القانون قبل فوات الأوان"، محذرًا من أن "تُصبح تعز ساحةً للاختفاء الممنهج للجناة".
وبدأت كلمات رئيس البرلمان بتعازيَ حارّةٍ إلى والد الفقيدة، محمد أحمد عبدالله المشهري، قائلًا: "يا أخاه العزيز، إن فاجعتك اليوم فاجعتنا جميعًا، فابنتك لم تكن خسارةً لأسرتك فحسب، بل خسارةً لوطنٍ فقد أحد رموزه المخلصين".
وذكّر البركاني بمسيرة الأستاذة أفتهان التي امتدت لعقود في مواقعٍ تنظيمية وتعليمية وإدارية، مُشيرًا إلى أنها "كانت نموذجًا للفاعلية والوفاء، حتى إنها كادت أن تُعيد لتعز ريادتها في مجال النظافة والبيئة لولا أن قطعت أيادي الآثمين درب عطائها".
وأعاد البيان إلى الأذهان واقعة اغتيال الشيخ سعيد بن سعيد المخلافي عام 1997 داخل جامع المظفر، مُشيرًا إلى أن "تلك الجريمة لم تُمحَ من الذاكرة، واليوم نعاين نفس السيناريو المؤلم بحق امرأةٍ جعلت من مدينتها هدفًا لطموحاتها".
ونقل البركاني عن كلام رئيس الوزراء الأسبق أحمد محمد نعمان بعد الحادثة السابقة: «أحسنتم حين ألقَيتم القبض على المقتول وتركتم القاتل»، مُحذّرًا من أن «تتكرر هذه المقولة المُهينة على دم أفتهان، فلا يُعقل أن تُكتب تقارير تُبرر الفرار بدل الملاحقة".
وأكّد رئيس البرلمان أن "الأمن لا يُستعاد ببياناتٍ رنانة، بل بإنصافٍ حاسم يُعيد الثقة للمواطن"، داعيًا مدير أمن تعز وقائد المحور إلى "إثبات جديّتهما بإلقاء القبض على القتلة خلال ساعات، وليس الاكتفاء بعباراتٍ مُكررة: لقد فرّوا، أو الجريمة ضد مجهول".
وشدّد على أن "تعز التي احترقت نارًا منذ سنواتٍ لا تتحمل مزيدًا من الإهمال، ولا مزيدًا من دفن الحقائق تحت ركام التبريرات".
كما تضمّن البيان إشارةً إلى تقييمات سابقة للوزير سالم بن بريك، رئيس الوزراء الحالي، الذي وصف الفقيدة بـ"المخلصة الصادقة"، ووعد بدعمها خلال توليه وزارة المالية، مُشيرًا إلى أنها "نجحت في بناء جسورٍ مع المنظمات الدولية لرفع مستوى الخدمات".
ورأى البركاني أن "استهدافها جزءٌ من محاولةٍ لطمس صورة تعز الحضارية، التي كانت ملاذًا آمنًا للجميع قبل أن تطالها أيدي التخريب".
وختم رئيس مجلس النواب بيانه بنداءٍ إلى أهالي تعز: «لا تسمحوا للفاجعة أن تُزيح العقل عن المشاعر، فدم أفتهان لن يضيع هدرًا إذا وقفنا جميعًا مطالبين بالحق».
ووجّه تحيةً إلى والد الفقيدة: "اصبر يا أخاه، فابنتك ستظل شمعةً تُنير درب المصلحين، ودمها سيسعى كل غيورٍ على تعز لإنصافه".
وأُرفق البيان بآية قرآنية: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، مؤكدًا أن "العدالة هي السبيل الوحيد لبقاء هذه الأحياء".
إنا لله وإنا إليه راجعون
رئيس مجلس النواب ـ الشيخ سلطان سعيد البركاني
التاريخ: ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٣