لا أظن أن طائرة الوزراء كانت هي المستهدفة بل صالة الاستقبال وبدقة عالية وقبل نزول الوزراء من الطائرة، والهدف: أن يخاف الوزراء على أنفسهم ويعودوا الى فنادق الرياض فيلعنهم الناس ويتم نسيان ضحايا صالة الاستقبال، وتتكفل الآلة الإعلامية الحوثية وغير الحوثية بالترويج أن هذا التفجير من الانتقالي والإمارات، وأن عدن بيئة طاردة للحكومة.
إن إصرار الوزراء على النزول والمرور من بين الأشلاء والدخان وتصريح رئيس الوزراء ووزراء آخرين أننا هنا لخدمة المواطنين والإرهاب لن يثنينا ولن نغادر، وتطابق بيانات الحكومة والانتقالي والإصلاح في أن حسن ايرلو وعكفته هم من يقف وراء هذا العمل الارهابي الجبان.. كل هذا قلب السحر على الساحر وبات لزاما على الحوثي أن يحاول مرة أخرى فأرسل طائرة مسيرة إلى معاشيق أسقطتها الدفاعات، ويستحيل عليه الآن أن يعترف أنه وراء قصف المطار.
الأخ رئيس الحكومة، الأخوة الوزراء..
الحمد لله على سلامتكم والرحمة للشهداء وألف تحية على موقفكم الرائع الذي اكسبكم احترام شعبنا قاطبة، رغم حالة الاحباط التي كانت تجثم على صدور الجميع.
ثقوا ان الشعب يحب من يعيش معه ويقاسمه آلامه وأفراحه.. إن مجرد وجودكم في أرض الوطن أسقط عنكم خمسين بالمئة من السخط، والجريمة التي تعرضتم لها أسقطت السخط الباقي وأكسبتكم التعاطف.
لا تظلوا حبيسي معاشيق، والشكر هنا موصول للدكتور معين الذي بادر لتفقد الجرحى في المستشفيات.. اختلطوا بالناس والله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين.
ابقوا مع الناس وسيفدونكم بأرواحهم. اخدموا الناس وخففوا من معاناتهم وسوف يحملونكم في أحداق العيون.
في يناير الماضي جئت الى عدن زيارة أسبوعين وراجع الرياض. حينما حدقت في عيون الناس بالشوارع شعرت بيتمهم الشديد وحاجتهم الى أن نظل معهم ونعيش معهم ونموت معهم.. مزقت تذاكر العودة وعدت لنفسي وللناس.
من يومها تغير كل شيء.. أيقنت أن المشكلة الأولى أننا تركنا الناس للحوثي وللمواجع من كل لون، وذهبنا نتعذب بالمنافي فلماذا إذن لا نتعذب مع أهلنا ونقاسمهم الصبح والخبز والحلم والقات والأرق.
ابقوا الى جانب الناس، لا تفكروا بالمغادرة مهما كانت الصعاب.. استمعوا للناس، املأوا صدوركم بهواء اليمن وسترون النتائج.
أما وأنكم قد نزلتم من الطائرة بعد ذلك التفجير الذي هز العالم فأنتم والله تستحقون أن تكملوا المشوار بذات الجسارة، ومن شذ منكم فلا يؤثر على البقية.
حمدا لله على السلامة، وأهلا بكم بيننا، وبالتوفيق إن شاء الله. وألف ألف شكر عدن الحبيبة.