سارة العمراني
لا وجه للمقارنة ..معين عبدالملك وعبدالعزيز بن حبتور
الجمعة 29 ابريل 2022 الساعة 22:12

انا سارة العمراني طالبة في كلية الشريعة والقانون، بجامعة صنعاء، قد يكون هذا الاسم ليس حقيقاً بالكامل،بسبب الظروف التي نعيشها داخل العاصمة صنعاء (السجن المغلق)،  ولكن سياتي اليوم الذي أستطيع الظهور و التفاخر بإسمي و كنيتي الحقيقية دون خوف أو رهبة من العصابة "المافيا " التي تحكمنا وتضيق أنفاسنا حتى لا نعارضها أو نتكلم ضدها. 


كنت دائما أكلم نفسي هل كل المحافظات التي تقع تحت سيطرة الشرعية فيها من الظلم و الجبروت و الخوف الذي نلاقيه نحن بصنعاء أم أنها مختلفة تماما وعكس ما يروجون لها في وسائلهم الإعلامية" الفتاكة" ؟ 

دائما ما يدور في بالي الكثير من الاسئلة حتى جاءت فرصة واستطعت من خلالها الخروج من صنعاء في زيارة إلى اقربائي في العاصمة عدن، والتي اعتبرتها الخروج من مدينة عشت فيها سجينه إلى مدينة وجدت فيها الحرية والدولة بكل ما تعنيه الكلمة، وجدت فيها شخصية لم أقابلها ولم التقي فيها ولم أتعرف عليها سوى من المواطنين، وهي دولة الرئيس معين عبدالملك، ذو الاربعين ربيعا، ولكن كنت أسمع عنه من أقربائي عندما تنقطع الكهرباء ساعة يشنون عليه هجوم حاد ثم تعود الكهرباء بعد ساعة وما حواليها لتستمر أربع ساعات واكثر، وهنا أنتابني الفضول لأسأل أسئلة كثيرة عن وضع الخدمات في عدن وما أجمله مقارنة بالمحافظات التي تحت سيطرة الميليشيا الحوثية .؟!

و بعد استنتاج وسؤالي للكثيرين وجدت أن رئيس الوزراء حقهم أي حق عدن معين عبدالملك وحكومته المؤقرة تقوم بتوفير الكهرباء للمواطنين الذي بدورهم لا يدفعون قيمة فاتورة الاستهلاك، كما يصرف لهم المرتبات نهاية كل شهر، ومهمة البعض منهم فقط الانتقاد؛ كما تقوم حكومته بدعم بعض السلع الاساسية وتوفيرها حتى لا تنقطع من السوق، بما فيها المشتقات النفطية التي اذا لم تتوفر يومين قامت الدنيا ضد حكومته و خرج البعض منهم في مظاهرات بتوفير الخدمات ، وأطلقت عليه كل التهم بدوافع سياسية اكثر مما هي اقتصادية.

ليس هنا وحسب حيث اخبرني البعض بأن حكومته تقوم بدفع مستحقات الطلاب المبتعثين  والبعثات الدبلوماسية في الخارج لكل اليمنيين دون تميز بين محافظة واخرى، وتصرف مرتبات النازحين الذي وصلوا إلى اي محافظة محررة، نعم محررة وفيها حرية وخدمات ودولة كمان،إضافة إلى أن الأسعار عند مستويات مقبولة  خاصة أسعار المواد الأساسية التي هي ضرورية في حياة المواطنين  وخصوصا من ذوي الدخل المحدود وتوفيرها في المحافظات المحررة،بعكسنا بصنعاء رغم أن سعر الصرف ثابت إلا أن أسعار المواد الغذائية مرتفعة دون رقيب وباتفاق بين حكومة الحوثي و التجار لمزيد من نهب المواطن و إضعاف كاهله 

، ورغم ما يقدمه معين عبدالملك وحكومته من خدمات إلا أن هذا  الرجل يتقبل الانتقاد إن قصر بصدر رحب ويواصل عمله ليل ونهار في أجواء وبيئة ملغومة بالاختلافات السياسية، مواطنيين يريدوا انفصال وأخرين يريدون اقاليم وناس مش عارفين ايش يريدوا وتشكيلات عسكرية وأمنية متعددة الولاء ومع ذلك تجاوز كل تلك التحديات بصبر وعقلانية وحكمة، وأصبح قريب من الجميع وأكثر دراية بما يحتاجونه من خدمات أساسية، ومن لديه مشكلة يعطيه وقت كافي ليستمع إليه بحسب ما سمعت من أقرباء لي عاشوا المشهد.

قد يقول البعض إنني بالغت في مدح مسئول او ربما لي غرض شخصي او مصلحة معه ،او بأني من المطبلين ولكني هنا قلت الحقيقة او جزء منها وقد أكون قصرت ،ولم أبالغ بحرف ؛ لأنني اعيش في صنعاء السجن المغلق"  ولدينا رئيس وزراء اسمه عبدالعزيز حبتور، وسوف أذكر بعض انجازاته (إخفاقاته) لكي تقارنوها بانجازات طيب الذكر السابق معين عبدالملك، ولا وجه للمقارنة حيث مهام بن حبتور المسئول عنا بصنعاء كثيرة؛منها فقط على سبيل الأمثلة وليس الحصر، هي قراءة الصحف وتحليل خطابات سيده عبدالملك والإشادة به.

يوجد لدى حكومة بن حبتور  إيرادات اضعاف إيرادات حكومة معين عبدالملك،  من الاتصالات وميناء الحديدة وكل مصانع الحوبان ،واخر نصف راتب دفعه قبل عام ونصف وأسعار المشتقات النفطية والغاز اضعاف أسعار العاصمة عدن برغم فارق الصرف الكبير بين العملتين القديمة والجديدة.

حكومة بن حبتور لا توفر لنا الكهرباء لا لصنعاء ولا لأي محافظة تسيطر عليها ولكنها حولت الكهرباء الحكومي التابعة لحزيز إلى كهرباء تجارية لجني الاموال وسرقة المواطنين ،و تاخذ الاشتراكات الشهرية دعما لميزانيتها، برغم ان الكهرباء في عدن الحكومة تقوم بتوفيرها وانشاء مشاريع استراتيجة فيها، وبالاسعار القديمة اي فاتورة الكهرباء في عدن شهريا الفين ريال، ولا يقوم المواطن بسدادها بينما فاتورة الكهرباء في صنعاء ستين ألف ريال ويلتزم المواطن بسدادها، كهرباء صنعاء كهرباء خاصة وتاخذ حكومة حبتور نصف عوائدها  دعما لها.

ليس لحكومة حبتور اي التزام او عمل سوى متابعة المنتقدين والمعارضين لها وتحليل خطابات المكتب السياسي الخاص بالحوثيين؛ ولكن في عدن هناك نعمة اسمها حكومة معين عبدالملك لا يعرفها إلا من يسكن في صنعاء عند حكومة تسرق من المواطن قوت يومه دون أن يكون عليها أي التزام، و في المقابل سرقت منهم حرياتهم وتدخلت في شئونهم الخاصة برغم واحدية القرار السياسي والعسكري التي اجتمعت كلها ضد المواطن ولصالح عصابات وسرق وفرض جبايات، ومن أكبر مهام حكومة الجبايات جمع الزكاه وتوصيلها الى بيت عبدالملك الحوثي ؛ لنيل رضاه و ضمان البقاء تحت أمره.


خلاصة القول لأهلي واقربائي في عدن وكل محافظة تحكمها حكومة الدولة ؛ أنصحكم بأن تحافظوا على حكومة معين عبدالملك حتى لا تجدوا أنفسكم أمام حكومة عبدالعزيز بن حبتور تسرق منكم أحلامكم وتدمر مستقبل أطفالكم وتنهب قوت يومكم، وتحرم عليكم حريتكم، حافظوا على هذه الحكومة وكونوا إلى جانبها، فنحن في صنعاء فقدنا اسم الدولة وخدماتها وما تاخذه منا اكثر مما تعطيه،عصابة مافيا اعتادت على جعلنا تحت أقدامها حتى لانصدر صوتا أو نعبر عن معاناتنا ،وكل من يفتح فمه ويعارضهم بحرف يجرونه إلى سجونهم ويكيلوا له التهم جزافا، وهكذا يفعلون بنا كل يوم؛ لتصبح صنعاء وكل محافظة تحت سيطرتهم بقبضتهم وتحت رحمتهم .! 
الله غالب و كلما استمر بطشهم  بنا أقترب يومهم الذي لن يرحمهم فيه الشعب ولن يغفر لهم لأن اذاهم قد وصل للجميع ولم يسلم منه أحد .
و إن غدآ لناظره قريب.