د. عبده سعيد المغلس
الرئيس هادي ومشروع الكرامة الوطنية
الجمعة 13 يوليو 2018 الساعة 16:55

في تاريخ اليمن القديم والحديث منذ وصول الإمام يحي بن الحسين لصعدة لا نجد لليمن الوطن والدولة والشعب دوراً ولا تأثير لا في تنمية لوطن ولا ازدهار لشعب، فقد تم اختطاف الدولة لتخدم عنصرية الفقه المغلوط للإصطفاء والوصية والإمامة.

وتحول الشعب اليمني إلى وقود للصراع بين إمام يحكم، وإمام يخرج عليه شاهراً سيفه، وتحول المواطنين الى خدم لهذا الفقه المغلوط، بين عكفي مقاتل ورعوي مزارع، وأسس هذا النهج لثقافة الفيد والإخضاع، وتمزق اليمن إلى دولة الإمامة في شمال الشمال، التي تتوسع وتنكمش وفقاً للإمام المؤسس ودوره ومقدرته، وفِي بقية أنحاء اليمن إلى دويلات وسلطنات وإمارات ومشيخات تظهر وتختفي وفقاً لقدرة ودور الأسر المؤسسة، وهذا ما عرض اليمن لأطماع المستعمرين وغزوهم، ونتيجة لكل ذلك تشرد اليمنيون في كل اصقاع الأرض هروباً من جحيم هذا الصراع وغياب الدولة الوطنية الجامعة التي تمتلك مشروع وطنياً يقيم الدولة ويحفظ كرامة الوطن والمواطن.    

وقام الشعب اليمني بثورتيه سبتمبر وأكتوبر ليتخلص من هيمنة الإمامة والإستعمار وبناء الدولة الوطنية المحققة لكرامة الوطن والمواطن ، وتمت وحدته، ليقيم دولته الوطنية الجامعة، المؤسسة لبناء دولة المواطنة وكرامة الوطن والمواطن، وغاب عن مشروع الثورتين ومشروع دولة الوحدة المشروع السياسي والثقافي الذي يستطيع تجفيف جذور ثقافة الفيد والإخضاع والإمامة لتجذرها في ثقافة المجتمع.
مما مكنها من الإستيلاء على دولة الوحدة وإجهاض مشروع دولة الكرامة الوطنية، وخرج الشعب اليمني ثائراً ضد مشروع هذه الثقافة وتمكن من فرض اسقاط رأس نظام سلطة ثقافة الفيد والإخضاع والإمامة.

وتهيأت لحظة تاريخية، صنعتها قدرة الله ولطفه باليمن وشعبه، بأن يأتي قائداً متميزاً فخامة الرئيس هادي الذي استلم رمز الدولة دون الدولة كما أشار في كلمته، وكان مدركاً أن دولة الكرامة الوطنية للوطن والمواطن غائبة، فعمل على إيجاد وتأسيس المشروع الوطني الباني لدولة الكرامة الوطنية فجمع الشعب اليمني لحوار وطني جامع، للخروج بمشروعه الوطني، وجلب لذلك خبرات دولية من مختلف تجارب العالم لتردف المؤتمر والمشروع بتجاربها، وقاد سفينة المؤتمر والمشروع بحنكة واقتدار مفشلاً كل محاولات التآمر والإجهاض، وخرج مؤتمر الحوار الوطني "بمخرجات الحوار الوطني"وهي  مشروع الكرامة الوطنية المؤسس والباني لدولة كرامة الوطن والمواطن،  والذي عالج ثقافة الماضي وصراعاته وتبعاته، ولَم يكتف فخامته بذلك بل حَصّن المشروع بدستور يؤطره ويحميه، هنا أدركت قوى ثقافة الفيد والإخضاع والإمامة أنها وثقافتها إلى زوال، فأحكمت تأمرها وربطته بتحالف وتآمر إيراني، وانقلبت على شرعية فخامة الرئيس ومشروع الكرامة الوطنية، غير أن قدرة القائد وحنكته وبتأييد من الله، فاجئت الإنقلاب بلحظة تاريخية فريدة، جمعت قيادة تاريخية بمشروع تاريخي وتحالف تاريخي بقيادة المملكة العربية السعودية فجر عاصفة الحزم لتعصف بالإنقلابيين ومشروعهم.

على كل اليمنيين الباحثين عن مشروع الكرامة الوطنية ودولتها، المؤسس لكرامة الوطن والمواطن، التلاحم والإصطفاف خلف قائد المشروع وباني دولته وحاميها، فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي أثبتت عواصف الأحداث، اعتزازه بوطنه ومشروعه وكرامته، وقدم كل غالٍ ونفيس، وواجه كل الدسائس والتآمر، وتحمل كل الصعاب في سبيل ذلك.

على اليمنيين أن يستيقظوا من سُبات عبودية العجل، المتمثله بثقافة الفيد والإخضاع والإمامة، وأن لا يكونوا كقوم موسى، الذين هلكوا بالتيه، بسبب عبوديتهم للعجل، فكل المقاومين الرافضين، للتطور والتغيير يطويهم قانون الهلاك، والتطور يفرض نفسه بقانون التغيير، سنة الله التي لا تتبدل.

د عبده سعيد المغلس
١٣-٧-٢٠١٨