يحتفل اليمنيون في طول اليمن وعرضها بالعيد الـ 56 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة والخالدة ويشاركهم أفراحهم المغتربون في كل مواطن الاغتراب ومثلهم السفارات والجاليات اليمنية المنتشرة في عدة دول.
ومع مرور هذه المناسبة المتجددة في كل عام يتذكر اليمنيون أبرز الانجازات التي حققتها الثورة وهي كثيرة جداً في الجانب المادي ولكن الأهم هو تلك المنجزات غير المادية التي نلمسها في حياتنا اجتماعياً وسياسياً وفكرياً .
ولعل من أهم ما أنجزته الثورة المباركة هو القضاء على الحكم الإمامي وتحطيم النظرية العنصرية السلالية التي تجعل الحكم محصوراً في سلالة معينة هي سلالة البطنين والتي ظل طغاتها يروجونها على مدى ألف ومائتي عام على أنها نظرية إلهية تعطي أبناء البطنين الحق الإلهي المطلق في الحكم لا ينازعهم فيه إلا زنديق أو كافر أو ناصبي مباح الدم والمال للحاكم السلالي .
كما أن الثورة السبتمبرية قضت على العنصرية والطبقية والطائفية التي كرّسها الإماميّون لقرون من أجل استمرار سيطرتهم ونهب اقوات البسطاء والإثراء من عرق الكادحين مستغلين طيبة وبساطة الشعب اليمني وكرمه المعهود عنه , فجاءت الثورة لتجعل الناس سواسية لا فضل لأحد على غيره بنسب ولا مذهب.
وقد جعلت ثورة 26 سبتمبر البلد منفتحاً على محيطه العربي والدولي بعد أن كان منغلقاً على نفسه في عهد حكم الأئمة الذين كانوا يخشون انفتاح الشعب اليمني على العالم المتحضر ومقارنة ذلك بالوضع المأساوي الذي تعيشه اليمن دوناً عن كل الدول.
ونشرت الثورة العلم والوعي وفتحت المدارس والجامعات بعد أن كان الجهل مسيطراً وبعد أن كان العلم محصوراً ومحتكراً لأبناء الذوات من الحكام وأقاربهم ما تسبب في جهلٍ وأميةٍ فظيعة تجرعها الشعب اليمني وذاق مرارتها وويلاتها جيلاً بعد جيل.
كما أن للثورة حسنةً يؤجر قادتها وأفرادها عليها وهي القضاء على الخرافات وأعمال الدجل والسحر والشعوذة والشركيات التي يمثلها التمسح بالقبور وتعليق التمائم والحروز والذبح والنذر وتوزيع السمن والبيض للجن أو لفلان المرسل من الإمام ولفلان الموصوف بأنه "ابن رسول الله"! كل ذلك وأكثر كان منتشراً ويمارسه الإماميّون وأتباعهم.
وبالتأكيد فقد أنهت الثورة الظلم والاستبداد والتسلّط وسمحت بحرية الرأي والفكر والعمل السياسي لكل أبناء الشعب بمعيار الكفاءة والنظام والقانون لا بمعيار السلالة والنسب.