ظلت عدسات التلفزة والاعلام الجديد ترصد تداعيات الكارثة المدمرة التي خلفتها العاصفة المدارية "لبان" التي ضربت أجزاءً واسعة في محافظة المهرة، غير أن الجميع لم يلحظوا ذلك الجندي العنيد الذي أبى الّا أن يكون مجهولا وهو يقود بهمّة ذلك الشاب القادم من حوف بحسنها الفتّان، حركة الموقف الرسمي الوحيد، وبركة صمود الابن البار المخلص في وجه الكارثة وتداعياتها المريعة.
وبشعر غير مصفف وبدلة علاها التراب المبلل، نأى راجح باكريت محافظ المهرة الشاب، بنفسه عن مجالس الراحة والدعة، ووقف بروح المسؤول على قدمين نحيلتين مواسيًا ومنقذًا ومحذرًا من الكارثة وتداعياتها وموزعًا مواد الاغاثة على كل قرية وبيت وحي.
ظهر في أكثر من صورة اعلامية وهو يقود حملات الاغاثة والانقاذ ولكن من خلف الصفوف، ظهر بتلقائية ذلك الشاب الذي بزغت عينيه المتقدة على خضرة وسواحل أقصى منطقة في خاصرة اليمن، بقلب يحمل الحب بحجم تلك المساحة الممتدة لوطننا في صورته الكبيرة من أقصاه، يحشد ويقود الجموع لإنقاذ أبناء محافظته التي نشأ على حبها بوجدان يعشق خدمتها والذود عن أهلها الكرام المسالمين.
لا يسابق على الصف الأول إلّا همته التي يعبّر عنها في غير لقاء صحافي ظهر خلاله برباطة جأش وثقة تؤمل وتبشر بواقع أفضل لمهرة الخير وبنفس لا تحبذ الظهور المتصنع والمخاتل أمام عدسات الاعلام إلا في النادر وتحت طائلة المطاردة الصحفية.
ظل هذا الشاب مثيرًا للاهتمام، وملفتًا لنظر الجميع. فبملاحظة عابرة لعمله خلال الفترة الوجيزة التي قضاها، سيتملكك الاعجاب بحركته الدؤوبة التي لا تهدأ، وجهده الذي لا يعرف الاستكانة، باحثًا في كل دقيقة عن مسؤولية إضافية سيواجهها بشجاعة لا تضاهى وبروح مفعمة بالمسؤولية والنشاط.
حق للمهرة أن تفاخر بأبنها الذي يواصل ليله بالنهار لخدمة أهله وأبنائه، باحثا بإرادة صلبة ومتابعة حثيثة كل ما يعزز تطوير خدماتها وانتشالها من قاع الغياب والتهميش، إلى واجهة فعل الزمن بتأثير الحداثة والتطور والنهوض الواعد لمحافظة ظلت منسية في غياهب التجاهل والنسيان لتنتظر اليوم مستقبل واعد على يد هذا الشاب النبيه وأقرانه الأوفياء من أبناء محافظة السلام والتنوع الاقتصادي الواعد بالخير.