عندما قرأنا مقال الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي أطلق من خلاله نداءه الملهوف لأشقاءنا بإنقاذ العملة الوطنية من الإنهيار، وصل صداها للعالم وتناقلتها وسائط الإتصال والإعلام بسرعة البرق، واعترتنا هزة وجدانية لأنها كتبت بدم قلبه الموغل في الطيبة ولهذا وصل صداها إلى كل بيت وحي وقوبلت بردود فعل متعاطفة بشكل كبير غير معهود.
ذلك لأن المقال كان بمثابة صرخة استغاثة مدوية انطلقت من أحشاء رجل مكلوم، آلمه ثقل المسؤولية الملقاة وهو يرى شعب كبير، جله نساء وأطفال وشيوخ يتهددهم الجوع والتشريد بلا رأفة، فأسمعت صرخته من به صمم، لأنها معبرة عن ضمير الشعب، وضمير وطن يستغيث بلهفة وأنين الجياع . كيف لا وبن دغر عرف بانحيازه للجياع ولقضاياهم العادلة منذ بدايات عمله السياسي .
نداء بن دغر عبر حدود الجغرافيا، وقواعد السياسة ورتابة الدبلوماسية، ليصل قلوب رجال جارتنا الكبرى في المملكة العربية السعودية، فلبوا النداء بنخوتهم المعهودة، تماما كما لبوا نداء فخامة الرئيس بإنقاذ اليمن وأطلقوا عاصفة الحزم، ليصحو الشعب اليمني صباح الخميس على نبأ جميل أدخل السعادة والبشرى إلى قلب كل يمني بلا استثناء ممثلا بقرار الملك سلمان بإيداع مبلغ ملياري دولار للحفاظ على العملة اليمنية من الإنهيار. وماهي الا ساعات حتى استعادت العملة الوطنية عافيتها وبدأ الريال يستعيد عافيته أمام العملات الأجنبية ونجح مسعاه في الذي حذر منه بإنقاذ الريال من الإنهيار والضياع وحلول مجاعة لن تبقي ولن تذر.
شكرا لقلبك النابض بالإنسانية يابن دغر الذي ألهمك كتابة هذه السطور المحروقة بوجع شعب صابر .ليوقف بحق، كارثة اقتصادية وإنسانية مضاعفة كادت تشكل ضربة قاصمة في ظهر شعبنا اليمني الصابر المثابر.
شكرا يارجل الدولة. شكرا بن دغر، رجل السياسة والحكمة، ورجل الكلمات المعبرة عن ضمير شعبنا اليمني العظيم وتطلعاته المشروعة إلى الانعتاق والعيش الكريم ونفض غبار الحرمان والتجاهل.