عندما يهتف الحوثيون بما يسمونه شعار الولاية ويقولون فيه "... ونتولى من أمرتنا بتوليه..." يتبادر إلى الذهن سؤالٌ جوهري هو متى أمركم الله سبحانه وتعالى بتولي عبدالملك؟ وأين؟ وكيف؟ تعالى الله عما تقولون علواً كبيراً, ألا يكفي أنكم كذبتم على البشر ومارستم جرائمكم وانتهاكاتكم وأباطيلكم وضلالاتكم عليهم ثم تكذبون على الله جل وعلا !.
قد يقول قائل الحوثيين إننا نتولى عبدالملك بموجب تولي ولاة أمر المؤمنين وهو يقاس على تولي الرسول عليه الصلاة والسلام .. متى كان عبدالملك ولياً للأمر حتى نتولاه وكيف وهو قائد ميليشيا عاثت في اليمن الفساد وقتلت ودمرت ونهبت وانقلبت على النظام والقانون وأعلنت تمردها على ولي الأمر الشرعي وعلى الشرعية الدولية ومواثيق الأمم وعلى أخوة الدم العربية.
أين الانتخابات التي جرت لتنصيب الحوثي رئيساً ؟ أين البيعة التي أخذت له من الشعب؟ أين الاستقرار الذي وفّره للشعب؟ لماذا يرفضه المواطن ولا يعترف به العالم؟
ثم لماذا يقاس توليه على تولي الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ الأنه من نسله كما تدّعون ؟ وهل جاء الإسلام لحصر الحكم في سلالة معينة وخص بذلك نسل الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وجعل الأمر بالوراثة والجينات ولم يجعله شورى؟ إذن فهو جاهلية والعياذ بالله, حاشا الله أن يأمر بذلك, وحاشا رسوله, ومن حكمة الله أن أولاد الرسول عليه الصلاة والسلام ماتوا في سن الطفولة.
وإذا كان عبدالملك ولياً للأمر كما تزعمون فلماذا لا يحكم هو بشكل مباشر دون التخفي خلف الصماد ومحمد علي ؟ أم أنه المرشد الأعلى للثورة والجمهورية مثل الحاصل في إيران لتكونوا حينها ملزمين ببيعتين وربما ثلاث!
قد يقول حوثيٌ آخر إن عبدالملك ليس طامعاً في السلطة إنما هو قائد ثورة وكل همه مصلحة الشعب والدليل أنه لم يدع لنفسه بالحكم وليس رئيساً للمجلس الأعلى وليس في أي منصب غيره.. إذا كان كذلك فلماذا تهتفون بتوليه؟ وتلزمون أنفسكم بطاعته وتنسبون الأمر بذلك لله سبحانه وتعالى؟ وكل هذه الحروب مبنيةٌ على نظرية الولاية!!
وإذا كان عبدالملك قائد ثورة وهمّه مصلحة الشعب لماذا لا يأمر أتباعه بإصلاح حال الشعب وترك نهب الثروات ودفع الالتزامات المترتبة والقيام بالواجبات المفروضة على كل ذي مسؤولية ؟ أو فليعلن البراءة منهم وليقم بثورةٍ عليهم كما قام بثورة "الألف ريال"!.
وبالعودة للموالاة والتولي والولاء فإن الأصل هو موالاة المؤمنين والبراءة من المشركين .. لكن ماذا نتوقع من شخصٍ اعتبر أخاه قرآناً ناطقاً ونصّب نفسه حاكماً بأمر الله ! تعالى الله.