يحل علينا العام الجديد 2020م، ونحن ندرك الهموم وفيض الأسئلة التي تحاصر شعبنا اليمني الأبي والشجاع حول اليوم والغد، وقد طال أمد المعاناة على مختلف المستويات جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، وبات كل ما يعني المواطن هو تبصر نور في نهاية النفق.
الأكيد أننا نقبل على السنة الجديدة مع إدراكنا العميق أن مشكلاتنا ما زال معظمها دون حل، لكن الأكيد أيضاً أننا مع إقبالنا على العام الجديد بالأمل والعزيمة اللازمين يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن مصلحتنا الوطنية تكمن في التمسك بوحدة الصف الوطني، واستمرار الالتفاف خلف القيادة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وتحالف دعم الشرعية بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، لتتويج نضالنا وكفاحنا بالانتصار للوطن والمواطن، وما اتفاق الرياض إلا محطة أخرى ونقطة تحول باتجاه تفعيل مؤسسات الدولة من أجل تطبيع الأوضاع، وتقديم الخدمات للمواطن، وتسريع إنجاز الهدف الأسمى باستكمال إنهاء الانقلاب.
نتطلع بثقة إلى أن يكون العام 2020م هو عام الانتصار الكبير لليمن وشعبها باستكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وبالطريقة التي تستجيب لها مليشيا الانقلاب الحوثية إما سلماً أو حرباً، وكذا طي صفحة الاختلالات الأمنية والخدمية التي سادت خلال الفترة الماضية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، بموجب اتفاق الرياض الذي سيكون صفحة جديدة تتطلب الصدق وحسن النوايا من الجميع في التنفيذ لتعزيز تماسك ووحدة الصف الوطني للقضاء على العدو المشترك الذي يهدد كينونة وعروبة وهوية اليمن.
إن الحكومة تدرك عمق وجسامة التحديات؛ لكنها مع ذلك ماضية وبقوة لمعالجتها والتعامل معها بمسؤولية ووفق مبدأ الأولويات، ودعوني أكون متفائلاً بناء على المعطيات القائمة بأن القادم سيكون أجمل، فقدرنا ومسؤوليتنا تحتم علينا في هذه المرحلة الصعبة، وبالرغم من كل التعقيدات أن نضع استكمال استعادة الدولة، وهزيمة الانقلاب وخدمة المواطن على رأس أولوياتنا وواجباتنا، فقد عانى شعبنا بما فيه الكفاية، وحان الوقت لتتكاتف جميع الجهود الرسمية والحزبية والشعبية لإنجاز هذه المهام، وتتوحد الجهود لتحسين مستوى الحياة والمعيشة اليومية في جميع الجوانب.
والحكومة وهي تنهض بمسؤولياتها في إيجاد حلول لمختلف التحديات؛ فإنها في الوقت نفسه لا تدّعي أن لديها منفردة حلولاً جاهزة وسحرية لحلها، ولن تنزلق إلى إعطاء وعود لن تستطيع الوفاء بها، وتعول كثيراً على الدعم الرسمي والحزبي والشعبي في إسناد جهودها وتنفيذ مشاريعها وخططها الموضوعة للتعاطي مع مجمل التحديات الموضوعية والمفتعلة.
إن عنوان المرحلة الحالية لعمل الحكومة، وبدعم من الأشقاء في السعودية وشركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة سيكون مصلحة وخدمة المواطن في المقام الأول، ومواصلة محاربة جميع أنواع الفساد المالي والإداري والترهل الإداري، وستكون الحكومة حاسمة في هذا الأمر وبكل تجرد، وبما يراعي المصلحة الوطنية فقط، وبعيداً عن أي اعتبارات أخرى.
والشعب اليمني الذي يدفع الغالي والنفيس من أجل أن ينعم بالاستقرار؛ قد ذاق مرارة كل التجارب الماضية، وأدرك جيداً وعرف أن الدولة هي الضامن والحامي الوحيد والمؤتمن، وكل ما عداها خراب وفوضى وتراجع.
وهي مناسبة أن أوجه من هنا التحية والعرفان لأبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ونؤكد لهم أن همومهم ومعاناتهم هي محل اهتمام الحكومة، ولن تتوانى في إيجاد الحلول المستدامة لها بما في ذلك انتظام صرف المرتبات، والوفاء لأسر الشهداء ورعاية الجرحى، وستظل تضحياتهم قناديل مضيئة تنير سماء الوطن ودروبه، وتحفز على المزيد من العطاء والبذل، لتحقيق كافة الآمال والتطلعات حتى القضاء على كابوس الانقلاب، والانطلاق نحو البناء والتنمية والإعمار.
افتتاحية صحيفة 26 سبتمبر